أما عائلة (زهاو) فما كانت موضع احترام جم ، ولم يكن لها شأن عظيم في منطقتها ذاتها.
١٦ تموز :
بعد استشارات عديدة اخترنا أخيرا منطقة (قزلجه) على اعتبار أنها خير مكان لسكنانا خلال أيام الحر الشديد الذي بدأنا فعلا نشعر باشتداد وطأته في السليمانية ، فقررنا الرحيل إليها غدا. قضينا اليوم بالتهيؤ للسفر وبتوديع الباشا وعثمان بك وسليم بك وغيرهم من الأصدقاء. ولقد تبادلت والباشا حديثا شيقا استمر مدة تزيد على الساعتين وكان جلّه حول شؤونه الخاصة. وإني لأرجو من الصميم أن يزول الكرب عنه وأن يتمتع بهناء وسرور ، لكونه رجلا محبوبا كل الحب. لقد شق على أصدقائنا السليمانيين فراقنا عنهم هذه المدة القصيرة. وقد بذلوا كل ما في وسعهم لإقناعنا على البقاء في السليمانية. حقّا لم أعهد من قبل طيلة حياتي مثل حسن ضيافتهم وكرمهم.
عاد ده للي (سمعان) مساء اليوم من الموصل ومعه بعض العاديات (١).
__________________
(١) ده للي (سمعان) أو شمعون المجنون مسيحي آثوري استخدمه المستر ريج عدة أعوام ليطوف في البلدان لشراء المسكوكات والعاديات له ـ الناشرة.