تغيير بيئته (الهواء) فقام برحلة إلى كردستان وهي الرحلة التي تضمنت هذه اليوميات حوادثها.
وخلال عودته قام بزيارات متعددة للكنائس المسيحية في مواطن الكلدان سيما تلك التي لم تتح له مشاهدتها في سفراته السابقة فتمكّن من أن يجمع ويضيف إلى مكتبته عددا من النصوص السريانية والكلدانية القديمة القيّمة للكتاب المقدس عدا مخطوطات نادرة أخرى.
وكان قد وطّد العزم في هذه الأيام على السفر إلى بومباي حيث عينه حاكمها الكلّي الاحترام (ماونت ستيوه رت الفنستن) في منصب خطير ، لكنه حدث أن هو جمت دار المقيمية هجوما عنيفا لا مبرر له بأمر الباشا أو بتحريضه. وقد نجح المستر ريج في صد هذا الهجوم بقوة السلاح ، وتوجه إلى البصرة فبقي فيها حتى دفعت التعويضات المطلوبة.
وفي أثناء انتظاره تعليمات حكومته استغل الوقت فقام بسياحة إلى (شيراز) ومنها توجه لزيارة خرائب (برسه بوليس) وضريح (كورش) وبقايا العاديات الأخرى الموجودة في تلك الضواحي.
وفي أثناء إقامته في (شيراز) تفشت فيها الهيضة بشدة نشرت الرعب في العالم. فخلال بضعة أيام مات ستة آلاف شخص من سكان البلدة البالغ عددهم نحو الأربعين ألفا ، وعلى أثر ذلك هجر البلدة أميرها مع أفراد عائلته وكبار أعيانها ووجهائها ومن استطاع ذلك من أبناء الطبقة الفقيرة.
أما المستر ريج فقد أبى أن يبارح المدينة. وإنما بذل كل جهده لتسكين روع الأهلين وإسعاف المرضى والمحتضرين. وكان يقضي أوقاته أياما عديدة في زيارتهم وإسعافهم بالأدوية الضرورية. وقد أسعدت قلبه مشاعر الاعتراف بالجميل والشكر التي أظهرها له الناس الذين انبرى لإسعافهم.