الذين يخالف لهم أمرا مهمّا كان طفيفا ، فجابهت الصعاب في التملص من هذا الاحتفال ، ولم أفلح في طلبي إلا بعد أن بينت لهم جازما بأنني سأرجع من حيث أتيت إذا ما أصروا على رغبتهم ، كما وعدت ببيان الأسباب للخان ، وأخيرا انتهينا إلى حل وسط وهو أن يستقبلني اثنان أو ثلاثة من الأعيان في حديقة الوالي ، حيث كنت أنوي الإقامة في الوقت الحاضر.
وجاءني الميرزا برسالة من محمد خان الأمير الصغير ، وهدية من الفواكه محملة على ستة بغال وحمل بغل واحد من الثلج.
أعاقتني المفاوضة عن الحركة حتى السادسة والنصف. وكان وجه الأرض على ما هو ، لم يتغير سوى أنه كان أكثر انكشافا. وشاهدنا في بعض الوديان البساتين والكروم والقرى الصغيرة. ومستوى الأرض يأخذ بالانخفاض كلما اقتربنا من المدينة ثم يرتفع ثانية من ورائها ، ومن بعد عدة منخفضات وتلال ينتهي بسلسلة تلال (بازرخاني) العالية الممتدة شمالا وجنوبا. وتمتد فوق هذه السلسلة القصيرة الطرق إلى (همدان) و (طهران) (١).
سرنا ببطء وعلى الأخص في القسم الأخير من الطريق ، إذ شعرت بتوعك شديد ، وأخذ يضايقني الدوار الذي اعتراني من قبل.
ولمدينة (سنه) منظر خلاب أكثر جمالا مما كنت أتوقعه ، بقصرها المحاط بالأبراج والمشيد على مرتفع. وببعض الأبنية الجميلة القائمة حول سفوحه. وباقترابنا من المدينة انعطفنا إلى اليمين إلى بستان (خسرو آباد) وهي على بعد يقل عن ربع الميل من الجنوب الغربي منها ، وعلى منحدر يبدأ من قاعدة تل مرتفع جميل ينتهي عندها. والبستان يبدو
__________________
(١) تنتهي تلال (بازرخاني) في نجد هو مرتفع (همدان) ، وبعد الوصول إلى أعالي هذه التلال يندر أن يكون منها نزولا ـ الناشرة.