تحضر له فورا عند طلبها مهما مر عليها من الزمن ، وهذا يعني أن أغنامه يجب أن لا تعمر ، وأن لا تمرض ، وأن لا تموت ، وأن لا تفترسها الذئاب ، فإنه شريك كل تاجر أو كاسب في إيالته ، وبالأحرى أنه هو المحتكر الأول فيها. احتجت إلى علبة جديدة لمزولتي ، ولما كان الخشب كله بل النجارون كافة ملكا للوالي فقد اضطررت إلى استصدار الأمر من ميرزا فرج الله لصنعها. وقد تكرر الحادث نفسه عندما طلبت قيطانا من الحرير الأخضر لمسدسي ، وطلبت مرة من أوفانس (١) أن يحاول الحصول على بعض النبيذ ، فراجع أحد المسيحيين ، فأجابه : إنه لا يجرؤ أن يعطيه ما يطلبه دون صدور الأمر إليه إذ إن للوالي العلم بكل ما في داره من قناني الخمر وعلى شركاء الوالي جميعا أن يعتنوا العناية الكلية في جعل دخله دخلا منتظما ، مهما كان نصيبهم من الكسب. إن (الكوركجي باشي) أو فراء الوالي رجل مسيحي ، كان قد أعطاه الوالي مائة تومان ليتاجر بها لحسابه على أن يدفع له بانتظام عشرين تومانا سنويّا ، وقد وجد الرجل المغلوب على أمره في هذه صفقة خاسرة وهو يرغب من الصميم أن يعيد الدراهم له ، ولكنه لا يجرؤ حتى على ذكر ما يدور بخلده. والوالي الآن يقوم بجولة في أنحاء إيالته ، وقد أرسل أهالي (ساقز) يعرضون عليه ستمائة تومان على أن لا يزور مدينتهم فأجابهم بأنه سيزور مدينتهم وسيستلم منهم ألف تومان. لقد سمعت النوادر العديدة من هذا القبيل ؛ فقبل مدة من الزمن ذهب أربعة من أعيان (سنه) ليقبّلوا أقدام الشاه شاكين له ظلم الوالي متوسلين بجلالته أن يحميهم منه فأحالهم الشاه إلى ابنه محمد علي ميرزا وطلب الوالي شراءهم منه وبدأت المساومة ثم تمت الصفقة. وبعد ذلك عرض الوالي على الأمير
__________________
(١) (كوفا أوفانس) أحد السكرتيرين الأهليين الملحقين بدار المقيم في بغداد وهو أرمني الولادة روماني كاثوليكي المذهب وكان ذا منزلة لدى المستر ريج لصدقه في بلاد يندر فيها الصدق ، ولوفائه وأخلاقه المستقيمة وسلوكه الجذاب ـ الناشرة.