العائلة (١) ومنذ عهده صار يطلق على حكام هذه المناطق اسم ولاة (سنه يي أردلان) كما يطلق على حكام السليمانية اسم (مير ميران بابان). وقد ظن البعض من قبل بأن (أردلان) كانت تطلق على المقاطعة فقط ، لكنهم أكدوا لي خطأ هذا الظن. وعند ما امتدحت بعض الأبنية ، أفاد أحد الخانات قائلا إنهم أنفقوا جميع أموالهم على بيوتهم على خلاف البابانيين الذين حصروا استثمار ثروتهم في اكتناز المال واقتناء الأموال المنقولة ليكونوا على أهبة الرحيل في أي لحظة ، عند حدوث اضطراب ، أو عزل رئيسهم. وعلق عمر آغا على هذا الرأي فورا بقوله (أجل ، إنكم تنفقون المال على البيوت ، إذ إنكم لا تبالون بمن يرأسكم فأنتم راضون بما أنتم عليه. أما نحن فمستعدون للحاق برئيسنا حيثما حل ، فنشاركه الملمات والمصاعب والأخطار ، وإننا نحتفظ بأموالنا له ليستعين بها على العيش في الأوقات العسيرة. وما كان هذا القول مجرد ادعاء أو تفاخر بل كان الحقيقة بعينها. وإنني أستطيع أن أبرهن ذلك بالكثير من الوقائع التي حدثت على علم مني. فلو عزل أمان الله خان لما لحق به أحد إلا بعض الخدم الذين يستطيع تأدية رواتبهم. ولكن لو عزل محمود باشا السليمانية لغادر كل أقاربه البلاد على الفور ولحقوا به وقدموا كل ما ملكت أيديهم من مال وأملاك ، بل لا شتغلوا يوميّا بأجور زهيدة ليساهموا بها في توفير المساعدة لسيدهم وتأمين راحته. ومن أبرز أوجه التباين بين القبليين والكورانيين هو اختلاف المحسوس بين روحيهما لأن الكورانيين أناس مستكينون جبناء ويقال إنهم أكثر خسة وأشد خداعا وأعظم ميلا إلى اللصوصية من الإيرانيين أنفسهم.
ولقد لاحظت أمرا يبعث على الارتياح في سلوك الإيرانيين ، وهو أنهم لا يداورون أو يتحايلون كما يفعل الأتراك ، لكي يتحاشوا الجلوس
__________________
(١) كما كان (به به) اسم لشخص من عائلة كرمانج ـ الناشرة.