كانت ضريحا ملكيّا. ويبلغ طول هذا الطلل اثنين وثلاثين سلسلة من السلاسل الصغيرة ذات الخمسين قدما وعرضها عند القمة ستة وأربعون قدما وست عقد وارتفاعها ستة عشر قدما وعشر عقد ، وفي بعض أطرافها أعلى من ذلك. وللبناية اثنا عشر برجا أو دعامة ما زالت قائمة ، وأربعة أخرى في الناحية الشمالية متهدمة.
ويبلغ قطر كل من هذه الأبراج البارزة عن البناء ثلاثة وثلاثين قدما وخمس عقد وعرضها من جانب السور تسعة أو ثلاثين قدما وثماني عقد ، وتبلغ المسافة التي تفصل بين البرج والآخر ثمانية وخمسين قدما وست عقد ويوجد بين البرج والآخر ثلاثة أزواج من المزاغل. هذا في الواجهة الشرقية من البناء ، أما في الواجهة الغربية فيوجد سور متين لا أبراج فيه ، باستثناء كوة تقابل البرج القائم في الجهة الأخرى. وكانت الكوة الأخيرة منها بحالة جيدة يعلوها قوس محدودب. ويبلغ ارتفاع الكوة عشرة أقدام وست عقد وعرضها قدمين وعشر عقد ، أما عمقها إلى الداخل فعلى ما قدرته يبلغ واحدا وأربعين قدما ونصف القدم ، وتنتهي بممر ضيق يقابله جدار متين ؛ أما قمم الأبنية الباقية وسقوفها فقد تهدمت جميعها.
وقد نقبنا في داخل البناية الواقعة إلى جانب البرج من هذا الطلل ، فوجدنا بأن المزاغل التي مرّ ذكرها تفضي إلى ممر أو مضيق ربما يوصل إلى البرج الواقع إلى الجهة المقابلة.
__________________
أن معظم كنوزها كانت قد نقلت أو أنفقت ، فإن الغنائم التي أصابها الرومان قد فاقت ما كانوا يؤملونه بل إنها أشبعت جشعهم. ثم إن (هرقل) واصل زحفه من قصر (دستجرد) حتى أصبح على بعد أميال قليلة من (المدائن) أو (طيسفون) حيث أعاقته شواطىء نهر (أربا ـ Arba) لصعوبة اجتيازها ، وقسوة الطقس ، وقد وقفت بوجهه حصون العاصمة المنيعة».
راجع الصفحات ٢٤٨ ـ ٢٥١ من المجلد ٨ من انحطاط وسقوط الإمبراطورية الرومانية.