قريب منها ، ثم رجعوا من يومهم لما جاءهم خبر جيش سيف الدولة مقبلا إليهم (ابن الأثير ١٠ : ٢٥٢)
وفي سنة ١١٤٢ إلى ١١٤٤ م استولى أتابك زنكي على عانة. وكتب الإدريسي أن عانات بلدة صغيرة في جزيرة في الفرات ، فيها أسواق وصناعات.
وفي ياقوت (٣ : ٥٩٤) إن عانة مشهور بين الرقة وهيت ، يعد في أعمال الجزيرة ، وهي مشرفة على الفرات قرب حديثة النورة ، وبها قلعة حصينة. ولما بلغ الملك انوشروان أن طوائف من الأعراب يغيرون على ما قرب من السواد إلى البادية. أمر بتجديد سور مدينة آلوس ، كان سابور ذو الأكتاف بناها وجعلها مسلحة لحفظ ما قرب من البادية. وأمر بحفر خندق يشق طف البادية إلى كاظمة مما يلي البصرة ، وينفذ إلى البحر وبنى عليه المناظر والجواسق ونظمه بالمسالح ليكون ذلك مانعا لأهل البادية عن السواد ، وكانت هذه المسالح سببا في خراب هيت وعانات.
إن الملك أنوشروان الذي ذكره البكري وياقوت كان كسرى الأول (٥٣١ ـ ٥٧٨ م) وآلوس هي محلة آلوسة على نحو ٥٠ كيلو مترا جنوب غربي هيت ، والملك سابور هو سابور الثاني (٣٠٩ ـ ٣٧٩ م) واستنادا إلى هذه الأخبار ، فإن هيت وعانات سقطتا لأنهما كانتا شمال غربي مسالح الحدود ، ولأن مسلحة قلعة آلوس لم تطق الدفاع عنهما.
وفي ١٢٣٨ م حكم عانة والرحبة والخابور صاحب حمص. وفي آخر كانون الثاني ١٢٣٩ م (أبو الفداء ٤ : ٤٣٨ و ٤٦٠ وما بعدها) تخلى نجم الدين أيوب عن سنجار والرقة وعانة للأمير يونس الملك الجواد الذي باع عانة من الخليفة المستنصر وبعد هذا البيع اجتاز الأمير يونس البادية إلى غزة والتحق بالصليبيين في حصن عكا.
وفي ربيع ١٢٤١ م كانت عانة من أملاك الخليفة. وإن الخوارزميين الذين فروا من تعقب الملك المنصور لهم بعد أن انتهى من فتح تل خابور وقرقيسيا ، اتخذوا منها ملجأ لهم.