ومن الآن وبعد هذه المقدمة فإني أرفق مذكراتي كالتالي :
في الخامس من فبراير وبعد خروجنا من المعسكر بخمسة أميال من (سذيج) كان الطريق غربا ممتد بطول ٢ ميل. طريق حصوي وقد تركنا (شيران) خلفنا وهبطنا من المضيق إلى الوادي الذي كان من أعلى الضفة يظهر بشكل جميل من الخضرة والأشجار. عبرنا جنوب الضفة وتابعنا سيرنا لمدة ثلاثة أميال أخرى ، خلال هذه المسافة عبرنا أربعة طرق خطيرة ، عدا الجانب الأيمن.
طبقة صخر تنحدر من الجهة الشرقية لضفة النهر إلى منتصف المجرى وتنتهي بصخر وعر من بضعة أقدام من الماء. إنها المرة الخامسة التي نعبر فيها النهر الذي يجري من الجبال إلى الساحل. وجبال عالية على الجانبين ، بعد مرورنا للمرة السادسة في طريق ضيق.
بين العبور السابع والثامن عبرنا مساحة بعرض نصف ميل جميلة للغاية وبها حشائش طويلة وأشجار كثيرة. بعد ذلك عبرنا مرتفعا ضيقا على الضفة الشمالية. ولم يكن هناك أثرا لأي عربة منذ وقت مغادرتنا المعسكر ، مسافة بسيطة التقينا بشيكاري أو قناص اسمه «شيه مريد» وكان معه جملان محملان ب «القش» متجهة إلى (سذيج) وبعد (٢) ميل إلى الجنوب ثانية كان أمامنا ظهر جبل «سوراك» عبرنا النهر ثانية وجبنا حوالي أربعمائة قدم إلى أعلى ضفة النهر من الغرب. لقد أكّد لنا «شيه مريد» بأنه ليس هناك طرقا مستقيما ولا بد أن يوجد طريق ومن الممكن أن نسير فيه ، وعند ما اتجهنا إلى الشمال الغربي كانت (سوراك) خلفنا حيث تنتهي من الجهة الغربية ببلدة (غابريغ) والجهة الشرقية ببلدة (سذيج).
لقد دخلنا وادي (سذيج) مرة ثانية وتوقفنا قبل ساعة من غروب