الشمس ، بينما كنا في انتظار وصول أمتعتنا اقترب منا رجل بلباس أنيق ومعه عبد وجمل. وقد أخبرانا بأن هذا الطريق سينقسم قريبا إلى طريقين غدا ويجب علينا أن نسير في الطريق على الجهة اليمنى إلى (غابريغ) ، إنهم كانا في طريقهما إلى (بنت) وكانا خادمين للأمير «حاجي».
عند ما أتى الليل كنا هنا أنا و «صالح» و «جلال» وحماره والجمال. وقد أشعلنا النار حيث كان الجو باردا في تلك الليلة ، وقد تأسفنا لأنه لم يكن هناك طعام معنا ، ثم سمعنا صوتا في الظلام ، فمشى جلال في اتجاه الصوت وأخذ يصيح ولكن صدى الصوت كان بين الجبال. وقد تحيّرنا ولم نعلم من أين أتى ذلك الصوت ، وأخيرا وصل الرجلين الاثنين وحيواناتهم ، فقد ضلوا طريقنا عند ما قطعناها عبر منحنى من ستة أميال ، ولكنهم تبعوا النهر حتى رأوا النار التي أشعلناها ، وقد جلسنا في مكان سبقه إلينا بعض الفرس الذين تم طردهم من (بنت). لقد قمنا بتوزيع التمر والأرز ، وقد رفع الجميع أيديهم للتحية عند الأكل عدا «تاجو» الخبير في ركوب الجمال كان هادئا.
إنني أود أن يأخذ الرجال قسطا من الراحة ، وكذلك الجمال ولكننا قررنا أن نتابع السير ، وفي الصباح الباكر من اليوم السادس حملّنا الجمال وعبرنا النهر للمرة الثانية عشر ، واتجهنا إلى الطريق الغربي وإلى الجنوب الشرقي لنهاية جبال (جوراني) ، وبعد أن عبرنا للمرة الثالثة عشر اتجهنا إلى الطريق الغربي بين عيون الماء التي بها الحشائش الكثيرة وهنا قد لحق بنا «شيه مريد» والحمّالين اللذين يحملان «القش» ، بعد ذلك صعدنا إلى المضيق على الضفة اليمنى من أعلى ذلك المكان فشاهدنا منظرا عظيما للنهر الأزرق ، والحشائش وحوله الجبال الجميلة ، ومررنا على أرض مردومة منذ زمن بعيد. وقد انقسمنا حينها عن أصدقائنا الذين أخذوا طريق (سذيج) إلى الجهة اليمنى ، ودخلوا إلى طريق منحدر ووصلوا إلى منطقة