حصوية عند ممرات الأغنام ، وفورا اندفع الرجال ليسألوا عن الطريق ولكن الساكن الوحيد كان امرأة عجوز بدون أسنان ، ولم تقل أية كلمة. جميع من معنا تابعوا السير وعملوا بالرأي بأن أي شخص لا يفهمونه يجب أن يصمتوا. إن الاتجاه الذي أشارت إليه المرأة العجوز كان على جبال صعبة المسير ، ولكننا أخذنا الطريق الجنوبي الغربي فرأينا النهر الذي لا حظنا بأنه سيكون على طول طريقنا.
التقينا هنا بولد صغير وقد أغاظني كالمرأة العجوز التي التقينا بها ، إنه من السكان البلوش وقد أزعجنا في هذه الرحلة ؛ لأن من عادة البلوش أن يستهلوا أية ملاحظة أو الردّ بتكشيرة كبيرة ، سألت هذا الطفل «أنت بلوشي ، أليس كذلك؟ وكان هذا يعني نوعا من التحية ، وإنني أعتقد أنه ليس هناك كلمة صحيحة بالإنجليزية بهذا المعنى ، وهي تعني أيضا «جميل» ، أو «أنت رجل مدرك أليس كذلك؟ عند ما التقينا ب (الاشاريين) في المرة الأولى في (لو كان جاه) أخذوا يعنفون عبد الله» بشدة ردا على سؤاله عن الطريق دون مقدمات عن السؤال عن قبيلتهم وأصلهم. إنها شهادة واحدة عن الشعور القوي لوطنية البلوش (١) والتي كانت واضحة في تعاملاتهم.
حسب هذه المعلومات خضنا النهر وأعتقد أن اسمه كان «هيماني». وبعد تأخيرنا لبعض الوقت بسبب الوحل والجمال واصلنا السير.
ربما يلزم أن أسجل هنا أن قافلة الجمال تمشي لمسافة مائة ميل على
__________________
(١) هذا صحيح ، وحتى هذا اليوم عند ما يلتقي أبناء قبائل البلوش يرحبون ببعضهم ويسألون عن أحوال قبائلهم ثم يبادرون بالأسئلة الأخرى ويعتبرون من الجهل أو قلة التهذيب أن تبادر بالأسئلة دون الطريقة المتعارف عليها. وكذلك فإن طال جلوسهم فإنهم يعتبرون عدم المعرفة بالنسب وأنساب القبائل من الجهل في الأصول والعادات.