خط مستقيم ، تعطي رؤية جميلة للطريق. بالممارسة أيضا ممكن أن يعرف إذا كان الجمل محملا أم لا. بعد ربع ميل بطول الضفة جبنا إلى جهة الطريق نحو الجنوب الغربي ، وفي محاولة مني لمعرفة الطريق عبرت واحة صغيرة وجميلة فيها غابات من شجر النخيل ، تظهر الأشجار جميعها كأنها ماتت منذ سنين ، غالبا ما يكون ذلك بفعل تغيير مجرى النهر الذي كان قديما يسبقها.
هناك في (مكران) مساحات كبيرة من الأشجار قد دمرت بنفس الطريقة وهذا دائما نراه عند ما يقطع النهر الطريق خلال الرمال الناعمة ويشق مجرا جديدا كل سنة. إن قاع النهر هنا حصوي تماما كنهر «هيماني» ولكن يوجد جبلان كبيران واحدا على كل جانب ، وقد حددنا الطريق الذي اخترناه بعد أن سرنا حوالي أربعة أميال بين مساحات عالية وعبرنا انحدارا عريضا على الجانب الأيمن. إن هذا الانحدار الوعر كان مغطى بحجارة وحصى رملي وكانت به آثارا لأقدام رجال وجمال وقد شققنا طريقنا بدون أي أثر للطريق لمدة ثلاثة أميال وقد وجدنا حفرتان مليئتان بالمياه فتوقفنا للعشاء.
لقد رأينا الآن أننا نقترب من حدود الجبال ونمشي على مسطح منبسط مالح ووصلنا إلى مكان مفتوح خلف (جبال هون) توجد هنا بيوت سعف النخيل وقطعان المواشي ، وبعد أن مشينا كل هذه المسافة كانت لي الرغبة الشديدة بأن نخيّم هنا. على كل إنه باقي ساعة على مغيب الشمس وقد خيّمنا تحت بعض الأشجار.
مسيرتنا اليوم كانت من شروق الشمس حتى مغيبها ، وقد كانت رحلة شاقة والرجال قد تعبوا لدرجة أن الصندل الذي يصنعه البلوش من سعف النخيل قد إهترأ ، والجمال أيضا تعبت وكذلك الحمير.