الحمير للحكومة الفارسية وأنني ضعيف لدرجة أنه لا يمكنني دفع مصاريف هذه الرحلة والدواب.
وفورا بعد أن اكتشفت ما يفكرون به أكدت لهم بأنه لا يمكن لأي شخص أن يعمل «للفرنج» بدون أجر ، وفورا قدمت لهم أجرا مضاعفا ونحن في هذه المنطقة. كان لفعلي هذا أثرا كبيرا فيهم. وفي الساعة السادسة بدأنا السير ثانية. ولكننا لاحظنا في حوالي الساعة العاشرة بأننا قد ضللنا الطريق ، ولم يكن هناك أي أثر لمسلك ما ، وعلينا أن نجلس وننتظر في هذا المكان.
في فجر اليوم التالي تقريبا غادرنا المكان حتى وصلنا (بندر عباس) في الحادية عشر وبهذا قد أنهينا واحدة من أطول الرحلات سيرا على الأقدام حتى الآن ، وكان المتبقي منها بعد ٥١ ميلا. أما سائق الحمار الصغير الذي لا يتعدى عمره الحادية عشر ومعه اثنان آخران قد استعدا للعودة ثانية وقد أعطيتهم أجرا أكثر من ألاجر المضاعف لهم ليقوموا بشراء وجبة شهية. ولكنهم سوف لا ينفقون أكثر من اللازم بشرائهم قليلا من التمر.
في صباح اليوم التالي كنت أبحر في الخليج على سفينة بخارية من الدرجة الأولى إنجليزية الصنع. وكانت بلدة (لنجه) (١) أول مكان نتوقف فيه ، فبدت بيوتها متراصة وشجر النخيل موازية للشاطئ بطول ٢ ميل ، وخلفها جبال (بستانه) الضخمة ، وقد كانت مغطاة بسحب بيضاء ككتل من الصوف. وقد علمت بأن البلدة هي تحت حكم الشيخ «مذكور» وهو رجل شرس عنيف ومولع بالخصام. وابنه الآن هو المسيطر عليها ، كما أن حكومة الفرس في (بندر عبّاس) تشعر الآن أن طريقته قد عرفت بالإخضاع
__________________
(١) لنجه : مدينة كانت مركزا لحكم القواسم في إيران الحالية ـ وهم فرع لأسرة القواسم في رأس الخيمة والشارقة.