بشكل هادئ ويبدو ظريفا في الأوقات الصعبة. عند المساء كل شيء كان منظما ، فتوجهت إلى النوم وأنا مقتنع تماما بأحاسيسي المفرحة.
صباح اليوم الثاني لا يمكن أن ينسى ، حيث نهضت من النوم ووضعت قبعتي على رأسي وحملت بندقيتي. وبرغم أني لست خبيرا بالأحاسيس السارة ، إلا أن ذلك الجو البارد والأشجار المغطاة بالندى ، وخيوط العناكب الناعمة اللامعة أكثر من عقد اللؤلؤ في كل مكان ، وطائر الحجل مبتهج وإحساسي بالاستقلالية التامة مع العزلة التامة عند ما كنت أشاهد سقف خيمتي مع شعوري بأنني المالك لأمري وكنت أرى صف جمالي منساقة لتشرب ، ومفكرا بأنني سأمر ببلاد أخرى جديدة خلال أشهر قادمة ، بلاد لم يزرها أي شخص أبيض من قبل ، كل ذلك جعلني لا أستطيع أن أصف سعادتي في صباح ذلك اليوم ، إنها سعادة يشعر بها المكتشفون فقط.
بتاريخ الخامس من الشهر عند المساء عاد «إبراهيم» من (جاسك) ، فقد أرسل ببعض الرسائل وأحضر معه بعضا من الرسائل الإنجليزية ومعطفا من صديقي «بي» ، عودته كانت بمثابة إشارة لنا توجب علينا الرحيل. وفي خلال نصف ساعة أنزلنا الخيمة وبدأنا اتجاهنا إلى طريق وعر وأمامنا الجبال ، وبوجود النهر هناك ، يعني ذلك أننا سنمر بصعوبات وربما يتوجب علينا القفز فوق أكثر من هوة ، أثناء سيرنا اليوم تنبّهنا إلى ممر وعر ، ولا يمكن السير من خلاله بسبب الجو الذي كان ممطرا قبل أسبوع. برغم عدم وجود علامات للمطر بالإضافة لذلك فإننا قد تلقينا عدة تعليمات بالتوقف. جميع الممرات في (مكران) على طرق رئيسية. باتجاهنا إلى أعلى كان الطريق متعرجا من الجانبين ترتفع فيه صخور شديدة الانحدار بأشكال غريبة ، وقد وجدنا أنفسنا في المساء أننا ما زلنا نجاهد وشعرنا بأننا نودّ أن نغيّر مكان مخيمنا. أما الآن هناك غيوم كثيرة وصدى صوت قادم من