المنحدر «هاكال كون (استمرار)» أوه ، يا إخوان ، صرخ «جازو» من بعيد وهو يندفع إلى الأمام ويكرر «هاكال كون» ، إذ لم نتقدم عبر «تانجي دول» أولا ـ ولم يكمل لأن البديل للطريق مرعب له وكان اضطرابه واضحا من نبرة صوته.
الآن أصبحت السماء قاتمة ، فتوقفنا وبدأت قطرات المطر تهطل حتى أن الماء قد غمر أقدامنا لأن مجرى السيل كان كبيرا ويحتوي على حفر مائية بعمق قدم. ثم عمّ الظلام علينا بسرعة وكانت الساعة قد تجاوزت الخامسة ولم يكن هناك سوى باردة أمل بوجود مجرى صغير من الماء الذي سنعتمد عليه ليقودنا إلى الطريق. في ذلك الوقت كان الرعد عنيفا وعلى ضوء البرق مرتين شاهدنا بروزا عنيفا لصخرة مرتفة تحيطنا من الجهتين وكان الرجال والجمال مبتلون يجاهدون في سيرهم بسرعة النمل.
فجأة سمعنا صوتا أمامنا ينادي «مين مين» ، وفي لحظة حضرت على التوّ فوجدت جملي وقد غاص في حفرة من الطين المتحرك. وكان علينا أن نسرع. فورا جميع الرجال تركوا جمالهم وأخذوا في سحب الجمل بقوة ، «بسرعة يا أولادي» .. صاح «إبراهيم» ، وقد بدأ الرجال يفسحون مجالا للجمل بشده إلى الأمام وإلى الخلف ، يساعدون بعضهم البعض حتى وضعوه على الطريق الصحيح. ومع صياحنا لانقاذ الجمل قد نسينا العاصفة التي كانت بازدياد شديد حتى أننا لم ندرك بعد (تانجي دول) المخيفة. والآن قبل أن نلاحظ ذلك وصلنا إلى المدخل الذي لا يتجاوز عرضه خمسة عشر قدما والحيطان كانت من الحصى الرملي الناعم. وقبل أن ينفذ صبرنا دفعنا الجمال بدون تفكير لننتهي من هذا الممر.
وحسب معلومات مؤكدة من «جازو» بأنه في أية لحظة قد تصادفنا سيول من المياه التي قد تفقدنا الرجال والجمال. أخيرا وصلنا إلى (دول) ذاتها. وكان الخطر في الممر واضحا ، فقاع الجدول هنا هو مجرد شق