على سطح الصخور القوية ، وعليه فإن الماء قد أحدث تجويفا عبارة عن نفق بعرض خمسة عشر قدما. (إن كلمة «دول» تعني وعاء) ، فوقها مباشرة على الجهة اليمنى يزداد الجدول ليكوّن شلالا صامتا من المياه ، ولكن بعد مرورنا بخمسة عشر دقيقة تدفق الشلال أمامنا أطنانا من المياه.
كان قاع الجدول في (تانج) لبضع مئات من الياردات للأسفل ، ناعما وخاليا من الحجارة البالية ، وهذا يبيّن قوة اندفاع المياه ؛ لذلك غطسنا في مجرى (الدول) لدقائق قليلة التي بدأ فيها كل من في القافلة يضحكون ويصيحون ويتكلمون دليلا على شعورهم بالارتياح. الآن نحن بمنآى عن الخطر لسرعة انفتاح التيار المائي فورا ، وقد ظهرت على جوانبه ضفافا مسطّحة التي عليها يمكننا أن نجد ملاذا لنا. وبدأ أكثرنا يشكو الله لنجاتنا متجها للبحث عن مكان مناسب لنخيّم فيه. عموما ، ظهر لنا بأن «جازو» لديه ركنا معينا يتوفر فيه حطب الوقود وعلف الجمال.
لقد عزم «جازو» أن يكون اليوم الأول له كمرشد ، يوما ناجحا بتواجده في لهذا المكان ، ولكن المطر كان شديدا ، والرعد والبرق اشتد أكثر فصرخ الرجال «هوران هوران» (١) إنه المطر ـ إنه المطر .. وفي حوالي الساعة السابعة وعشر دقائق كنا نجلس على ركن عال من الصخور تطل على واد ضيق يمر به مجرى ماء هائج ، وبعد فترة وجيزة كنّا جميعا في المأوى الصخري. وكان الرعد والبرق لا يزالان مستمران والريح تهب الآن من جهة ، وأيضا تعصف من جهة أخرى محدثة صوتا لم أسمع مثله من قبل. بينما كنا ما زلنا نراقب الأمطار ، زاد هطوله بغزارة أكثر ، مما أرعب
__________________
(*) نفس هذه الكلمة «هوران» يستعملها هؤلاء الناس عند السيل الجارف الذي يحدثه المطر الشديد.