الرجال في بادئ الأمر ، بعد ذلك ساد المرح والكثير من المزاح أثناء نصبنا الخيمة ، وبعد نصف ساعة توقف المطر ، فأشعلنا النار وغططنا في نوم عميق بالرغم من أننا كنّا لا نزال متوترين من السيول التي غمرت المكان حولنا.
في اليوم السادس لم ننزع مخيمنا بعد الظهر لأنني كنت أود رسم (تانج) وأن أعرف ارتفاع دائرة نصف النهار. في الصباح كنت أتسلى مع «علي شاه» الذي عيّن نفسه خادما للطاولة ورتب كل شيء بحذر من أوراق وبوصلات الخ .. ولم يدع مزاحه أبدا ، حتى أنه في بعض الأحيان كان يقف عند باب الخيمة وفي يده طبق من الشوربة ليقدمه إليّ ولكنه في نفس الوقت نفسه يجد الفرصة ليكمل مزاحه مع سائقي الجمال.
وبينما كنا نتناول الإفطار صباحا مرت بنا قافلة من ثلاثة «بشكارديين» مع عشرة حمير صغيرة ولكن نشيطة ، وقد سألونا بشغف كيف قضينا الليلة الماضية وقد رافقتهم حتى (دول) ولاحظت أن الممر ما زال وعرا للجمال ، ولكن الحمير الصغيرة كانت نشيطة فتسلقت ودارت حول عدد من الأغادير التي ترغم الجمال على اقتحامها والغوص فيها. وفي طريقنا أيضا وجدنا بطّة وحيدة قام بصيدها أحد الرفقاء وفجأة وبشكل غير عادي أصبحت الجداول مرتفعة وقد كانت تجري بين التلال التي ظهرت كصخور قاحلة.
بعد الظهر بدأنا سيرنا إلى (ماريخ) نفس الطريق الممطر الذي سلكناه ، وهنا أيضا واجهتنا العاصفة القوية ، وبالرغم من أننا كنا خارج مجرى الجدول إلا أنه كان علينا أن نقوم بحفر قناة حول الخيمة. وبعدها خلال عشرون دقيقة كان مكان الطبخ قد أصبح جدولا يغلي بالوحل. والخور أكثر اتساعا كل دقيقة أو ثلاث دقائق إلى أن أصبح عرضه ثلاثة أقدام. وكان حجر البرد يطقطق حولنا وطول كل منها حوالي بوصة وفيها نواة