كتابه ليس لدي وقت للالتفات إلى نقده لكن سعادتي كبيرة عند ما أمنح دليلا يساعد على اكتشاف هذا المجهول ويعطي معلومات الى مستحقيها ، فالمعلومات القليلة المتوفره تعطي اهتماما أكبر للإنجليز خاصة لأنها قريبة إلى مستعمراتهم في «الهند البريطانية» لذا فإن المقاطعة المجهولة (باشكرد) تعطي هذا الغموض الدائم لهم. فعبرت مرتين خلال سهول بمبور الجنوبية ومرة من الضواحي الغريبة مرورا من (بندر عباس) إلى (سيستان) ورحلتين من (بمبور) إلى (مكران) مكنتني من أن أكون على دراية بموانىء (مكران) والأراضي المجاورة لحدوده الشرقية. ومع ذلك لم يتسن لي الوقت ولا الفرصة لأتصل برئيسها عبر رسالة مما اضطره للحجز للسيد (فلورير) لزيارة عاصمة سيف الله. وكان البلوش في تلك الفترة يواجهون صعوبات جمة بسبب تقلد موظف آخر منصبا جديدا ووصلتنا عنه بعض القصص التي تعبر عن شخصيته الحازمة (١).
(باشكارد) لم تكن المنطقة الوحيدة في غرب (بلوشستان) التي زارها مسافرنا الجريء بل أقام مخيمات في أماكن مختلفة في الشرق والغرب وفي الشمال من تلك المقاطعة المسماة بلوشستان مخيما بصحبة واحد أو اثنين من السكان الأصليين لهذه المنطقة أو أحد المغامرين الذي يدفعه إلى خوض هذه المغامرة والاستفادة بقصصها وأحداثها المتتابعة ثم يتابع رحلته إلى (فارس) المملكة الكاملة للشاه يمر خلالها على مدن مثل (كرمان) ، (يزد) ، (أصفهان) وصولا إلى خانقيين قرب الحدود التركية ومن هناك إلى «بغداد» و (البصرة) أصبح هناك القليل من الأراضي التي لم يزرها بعد ، ومن «البصرة» إلى «مارسيليا» و «لندن» وقد انتابنا شعور أننا لن نفاجأ من
__________________
(١) يقصد الحاكم العسكري القاجاري «إبراهيم خان» والذي أعدم قادة الثوار البلوش وحكامهم بإطلاقهم في فوهة المدفع.