الطعام الصحي للجمال وبغيره لا يمكنها الحصول على قوتها ، فقد حاولنا جهدنا لنعثر عليه ولكن لم يوجد منه شيئا.
بعد حوالي ثلاثة أميال من دخولنا للنهر ، وصلنا إلى غابة صغيرة من أشجار التمر وكان هناك كوخا وحيدا بالقرب من هذه الغابة ، فنصبنا خيمتنا فيها وحينها لا حظنا صاحب هذا البستان مشغولا في إشعال حطب بعض النباتات التي لربما دخانه يدفع الجراد ليطير بعيدا عن هذا المكان الذي كانت فيه مساحة مزروعة بالقمح. كان راعي هذا البستان لأول وهلة خائفا من قافلتنا ، ولكنه تعاطف معنا بعد ذلك وباع لنا بعض البيض وحليب بثمن باهظ. وفي هذا المكان أيضا قمنا بذبح آخر شاه من الثلاثة التي جلبناها معنا من (جيكن) وكان لا بد من ذبحها لانقاذ حياتها ؛ وذلك لأنها أصبحت وحيدة في القافلة بعد أن قمنا بذبح رفيقتها ، وبعد أن عاندت في سيرها لشعورها بوحشة تامة ، ربطت مع الجمل من عنقها ، ولكن أدى شدها له باستمرار إلى قطع الحبل من طرفه.
خلال سيرنا تنبهت للمناقشة التي دارت بين «إبراهيم» واثنين من رفقاء الرحلة الصغار. فحديثهما كان عن الأمطار التي سقطت بغزارة وكيف أنهما بإمكانهما أن يكونا بوضع جيّد عند قيامهما باتفاقيات عمالية. بعد سقوط الأمطار هذه السنة بكثرة عن السنين السابقة ، فزراعة القمح الواسعة في (مكران) تستلزم شيئان : عدد من العمال مع كمية الأمطار هذه لتحويلها للزرع. وبعد أن بدأ هذان الرجلان رحلة شاقة وطويلة لبلاد عدائية وأخرى غير معروفة ، وبعد أن أصبحا على مقربة من بلدهما ، سنحت لهما الفرصة الآن للعيش في رفاهية بدلا من متابعتهم القيام برحلات أخرى خطيرة.
بدأ هذا الموضوع يدور في رأسي بدقة ولبعض الوقت قبل أن أتخذ أي قرار فيه. إن شيئا واحدا لم أتمكن من معرفته من ذلك الحديث الجاف الذي كان مبررا ظاهرا للغضب الظاهر في أعينهم. للمرة الثانية لمّح لي