جاهزا تماما لم يدع لي مجال التفكير لصدق مشاعره. وقال : «إنه من المستحيل لك ولجمالك أن تسافر على طريق (أنغوران). لهو صحيح أن المحصل سيسلك ذلك الطريق ولكن حالته تختلف عنك تماما لأنه يركب جوادا مدربا ولديه ستة حمير فقط ، التي جميعها لا تكفي لحمل نصف ما يحمله أحد جمالك. إن الطريق الصحيح لك إن أردت أن تسافر إلى (أنغوران) أن أعطيك مرشدا ولكن عليك ألا تذهب لأبعد منها لوجود قوم سيئين أنا بحرب معهم ، وبمجرد علمهم بأنني مرشدك الأمين ولو حتى أنك غير قادم من بلادي فإن ذلك سيكون مبررا لقتلك على أيديهم ، لأنه لم يتم سلب أي شيء منك وهذا يعني بأنك صديقي».
بعد قوله هذا تحدّثنا عن مواضيع أخرى ثم استأذن مني بأنه في الصباح ربما يأتي بصاحبه الذي يعاني من مرض التهاب العيون أو الرمد. هنا سوف أعطي ملخصا قليلا عن الأحداث السياسية في (باشكارد) خلال السنتين الماضيتين.
إن مناطق (باشكرد) الستّة كانت تحت سيطرة ستة زعماء ، الذين كانوا حتى عام ١٨٧٤ يقدمون الولاء إلى رجل كبير في السن ولكن قوي وذكي يدعى «سيف الله خان» (١) ، الذي كان يقوي وضعه منذ خمسة وعشرين سنة مضت ببناء حصن كبير في وسط منطقة (داروسر) في (أنغوران) وفي شبابه وخلال إحدى معاركه التي لا تحصى حصلت معركة بينه وبين قبيلة «غلام عباس» حاكم (داروسر) والذي نتج عنه ثأر بينهم ووقعت ضحايا كثيرة من كلا الجانبين. إن «سيف الله» قد اكتسب قوته بالسيف وبقى في
__________________
(١) هو «سيف الله خان» بن الاهوردي بن شاهوردي بن جهانگير بن أمان الله بن شاهي ، وهو من سلالة كانت تحكم بشكرد ولهم حصن أنغوران وقبور عائلتهم بها. وله ابنة تزوجها الأمير عبد النبي كترتيب سياسي أثناء الخلاف الذي احتدم بينه وأبناء عمومته آل حاجي.