أعطاني ما أبتغيه أيضا ، بشكل أساسي حقيقة الطريق الصالح للجمال. فأجابني قائلا : «إن كنت أنا فعلا رجلا إنجليزيا وذاهبا لأرى حاكم (كرمان) : «فإن له الشرف بأن يساعدني بأية طريقة». ولكنه أضاف بابتسامته الخادعة ، وقد رآني وأنا أقرأ كتابا فارسيا ، وإذا كنت أنا نائبا أو ربما سلطانا فسنكون إخوة. وسيقوم توفير الجمال لي بأية طريقة وسنذهب سويا.
جاوبته ببرود إن حاكم (كرمان) يمكن له أن يحكم ما إذا كنت قد خدعت أم لا بالنسبة لطبيعة الطريق المباشر. وقد طلبت منه أن يختصر ويقدم لي تقريرا بسيطا «هل بإمكاني الحصول على جمال للسفر عليها أم لا؟» هنا قدم له كوبا من مشروب كحولي وماء معطر وروح النعناع وكان يتلذذ بشدة من ذلك المشروب الخليط. بعد ذلك بدأ حديثه مشتتا وهو يردد إنني لا أقبل أن أسافر إلى أي مكان في هذه البلدة مع جمال «منهكة». حتى لا يصل رجالي لنقطة ربما يتركونني لثقل أمتعتي الكثيرة وغيرها .. الخ. ثم ختم حديثه بنصحه لي أن أقوم ببيع الجمال وأستأجر حميرا بدلا عنها.
إجمالا كانت فكرته الأساسية كما أراها هي في أن أصاحبه ، وفي أغلب الظن كان حلمه المرتقب هو الحصول على البراندي. بعد ذلك ألقى التحية منحنيا وخرج. وقد سمعت بعد ذلك أنه قام بزيارة قصيرة لإبراهيم ليرى ما إذا كان لديه قليلا من الكحول أم لا.
زائري الثاني أثناء تناول الإفطار كان رجلا بسيطا يدعى «محمد مير خانجال» ، رجل مسن هو زعيم إقليم (مرز) وكان شبه أعمى من أثر مرض الرمد أو الالتهاب في العيون. كان هذا الرجل هو نفسه الذي تحدّث إليه الريس ، وقد قررت بسرعة كيف يجب عليّ أن أتعامل معه. كانت إجابتي عند توجيه أسئلة على نحو مختصر وجاف أولا ، ومضيت في أكل البيض كأنني لا أبالي بحضوره. ولكن هذا الرجل المسكين كان يريد التعامل مع