كليا أكثر أنواع الطعام إلا الحليب والبيض. وبالرغم من أن طعامنا الآن ولبضع أيام هو من لحم الخراف والتمر والخبز ، وهذا يعتبر أكلا فاخرا نسبيا ، إلا أنني عند ما لا أستطيع أكل أي صنف من هذه الأصناف الثلاثة فإنني أتشوق للحصول على أشياء أخرى. لقد كان هناك مساحات عديدة من التربة الناعمة الصالحة للزراعة حتى أن الثيران لا تحتاج لشوك المحراث لحراثة هذه التربة.
إن المعسكر الذي بدا لنا هنا يخص «ريس علي» لو حظ بأن الرجال فيه غير متمدينين وقد رفضوا شراء أو بيع أي شيء ومع ذلك ، فقد تأسفوا لرفضهم هذا بعد أن علموا بأنني طبيب.
وفي آخر الأمر قدم لي شخصان مريضان برمد العيون زوجا من الطيور وإحدى عشر بيضة وهذا كله مقابل كمية بسيطة من محلول نترات الفضة. وقد التقينا هنا في هذه البلدة بأول حالات لمرضى «السل» ومرضى «الدودة الشريطية». ولا يفوتني أن أذكر بأننا قد عثرنا هنا في (بشكرد) على أول آثار لبقايا حيوان متحجر على قشرة خارجية لمحار بحري وكذلك على كتلة من الحجر الأرجواني اللون التي أظهرت بعض الفحوصات عليه بأنه نوع من المرجان.
هذا المساء عند وصولنا إلى المخيم كانت جيوبي مليئة كالعادة بالعينات ، وقد حضر «دورغوش» وسألني عن كبريت وبشىء من الهلع ، ولأن الكبريت الذي معي كان تمت اخراجه من جيوبي فأخذ «دورغوش» ينظر بتعجب لأول عينة وبتعجب أكثر للثانية والثالثة والرابعة وعند ما أخرجت العينة الخامسة جلس أرضا مقابلي منتظرا عددا أكثر من العينات ، وما كاد ينظر للعينة السابعة حتى انفجر من الضحك .. شيء رهيب واخذ يدور حولي وهو يتعجب مما دعى الجمّالة الذين راقهم هذا المنظر أن يلتفوا حولي مبهورين.