الربيع ، وعند ما تأكلها الأغنام والقطيع يكون الوقت قد حان لمغادرتها إلى (يكدار) (١) للعناية بنخيل «جمعة» ، حيث تكون رقعة القمح والتي زرعت هناك من قبل بارتفاع ٨ بوصات ، ويحملون أكواخهم المصنوعة من سعف النخيل مع عجلات الغزل والمياه المخزّنة في القرب المصنوعة من جلود الحيوانات وأغراض النساء الأخرى على الجمال والحمير إلى هناك ويصحبهم حوالي دستة من الكلاب الضخمة ونصف دستة من البقر ، وثلاثون أو أربعون ماعزا وخرافا ، ثم تصبح (حشدان) هي اتجاههم الثاني إلى أن يحين الوقت للعودة إلى (باهل) في الربيع التالي.
«جمعة» له أربع زوجات وخمسة أولاد (بنجي ، جني ، نجو ، دلواش ، وشاهي) كانوا يمارسون مهنة القنص ، إلا أن «نجو» قد تزوج من فتاة من أسرة بعيدة ، وسخّر كل طاقاته للزراعة. والرجل العجوز لم يكن مسرورا إلا إذا رآهم وهم طيّبون ، أما ابنه «دلواش» واسمه يعني (القلب المبتهج) فقد عاد لتوه من (تشابهار) (٢) وكان سعيدا أن يرى أحوال أسرته على ما يرام.
من (باهل) لزمنا في سيرنا ساحل البحر الرملي وعبرنا (حشدان) حتى
__________________
(١) يكدار : تقع بحدود ٣٧ كيلو مترا شمال شرق جاسك ، وتبعد ١٥ كم عن البحر ـ وعن خط التلغراف البريطاني القديم الذي كان يربط الهند بلندن ، وبها ما يقرب من ٢٠٠ منزل للبلوش وقبيلة «جنكي» ومن الميد ، ويملك أغلب نخيلها أمراء آل دغار وأخوالهم من أبناء محمد بن جنكي وللسيد عبد الرحمن الهاشمي وأسرته وهم أخوال أبناء بركت ، وبها بعض من النخيل. وفي يكدار كان الحصار الأخير للأمير مراد بن مصطفى والسيد عبد الرحيم الهاشمي قبل إعدامهما من قبل رضا شاه.
(٢) تشابهار : بلدة على ساحل خليج عمان الشمالي في منطقة مكران ، حكمها العمانيون من اليعاربة ثم آل بو سعيد حتى عام ١٨٧٢ ، واستقروا بها وأحد ولاتها السيد تركي بن سعيد بن سلطان آل بو سعيد الجد الأكبر لسلطان عمان الحالي جلالة السلطان قابون بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي آل سعيد.