وصلنا إلى (شهرنو) حيث خيّمنا تحت ظلال أشجار النخيل ، وهنا يجب عليّ ألا أنسى ذكر ذلك الرجل الصامت الذي قابلناه أثناء سفرنا. كان اسمه «الملا سعيد» أي «الفقيه سعيد» وكان قائدا سابقا لدى الأمير «عبد النبي» (١) والذي بعد المعركة الأخيرة التي خسرها من الأمير «يوسف» (٢) للسيطرة على قلعة (جاسك) قد تركه وجاء ليشارك ويخدم مع الأمير «يوسف» ، وهو شخص طويل ونحيف ، أسمر البشرة ومكتئب ويعرّف نفسه على أنه أفغاني ، ولكن من يراه يعتقد أنه من (الهند) ، وكان يركب جملا رائع الشكل ، بينما خادمه الصغير يجري أمامه حاملا بندقيته الإنجليزية الثقيلة.
__________________
(١) هو الأمير عبد رب النبي واختصرت القبائل هذا الاسم واشتهر باسم «الأمير عبد النبي» بن محمد بن داخذا الكبير بن شاهو بن اليشكري بن الأمير جمعة بن الأمير دغار بن الأمير بلى بن الأمير البهلوان بن الأمير الأشتر بن الأمير عالي من السلالة الميرانية الحاكمة ومن أقوى شخصيات أمراء آل دغار في الساحل ، اصطدم مع حكومة فارس وتحالف مع حكومة «مسقط» في عمان وحكم باسم سلطان عمان مناطق الساحل ثم اختلف معهم بعد وفاة السيد ثويني بن سعيد بن سلطان ، وأقام علاقة تحالف مع الحكومة الإنجليزية ووقع معهم اتفاقية التلغراف البريطاني بعد أن سمح لهم باستخدام أراضي منطقته لعبور خط التلغراف وهو والد الأمير «بركت».
(٢) هو الأمير يوسف بن داخذا بن الأمير حاجي الكبير بن الأمير حسين بن داخذا بن شاهو بن اليشكري بن الأمير جمعة بن الأمير دغار.