الأشجار الخضراء التي كنا نرى بينها قلاع (قاسم آباد) و (بمبور) ، وقد كان الطريق هنا منقسما فأخذنا سيرنا على طريق (بمبور) حيث كانت الجبال الحجرية والسهول الكثيرة. بعد ستة أميال وخلال الطريق بين (قاسم آباد) و (أسبهكه) تقابلنا مع قافلة من الحمير تحمل الحبوب والقمح من (بمبور) وكان بصحبة تلك القافلة رجل أنيق يمتطي جاموسا. بعد ستة أميال من (أسبهكه) رأينا حزاما من الأشجار التي قطعنا منها حطب الوقود. كان عرض حزام الأشجار حوالي ميلين بمحاذاة نهر غير عميق كان يتدفق من الغرب إلى نصفه ، فعبرناه حتى وجدنا أنفسنا في قناة للرّي فأيقنا أن مياه هذه القناة سترشدنا إلى (قاسيم آباد). وكان هناك على طول ضفة النهر من الجهة الشمالية أكواخا صغيرة من القش بنيت من عيدان الأرز وتبدو في حالة جميلة ونظيفة ، أما الأشجار بجانبها فقد قطعت فبدت ضعيفة. ما زلنا سائرين إلى الشمال الشرقي حتى بلغنا أرضا واسعة صالحة للزراعة والتي بعد شهرين ستزرع بالأرز. بمرورنا هذا المكان اقتربنا من قلعة (بمبور) ، وبعد ذلك سرنا في مكان منحدر أوصلنا إلى فناء المحكمة فأفرغنا الحمولة حتى الظهيرة تحت شجرة الكونار ، وقد شعرنا بالفرح عند سماعنا لغة طهران الفارسية بعد اللغة البلوشية الغير جيدة والتي ستكون الشيء الذي سوف لا أنساه.
كان «الخان» نائما عند ما وصلت ولكن «الماجور» قد أدخلني غرفة كبيرة من فناء واسع ، تحيط بها المساكن ، المطبخ ، ومخزن الغلة التي تدرس بها الغلة وبجانبها برميل الماء. كان جانب من الغرفة مفروش بالسجاد وقد التقيت ببعض المسؤولين الذين تعجبوا من لغتي الفارسية عند ما فقدت غليوني وطلبت منهم غليونا بلغتهم. كان الجنود يرتدون ثيابا منظمة ونظيفة وقد حيّرهم زيارتي أخذت خصوصيتي واستحممت لبست بدلة ملكية تتكون من بزة بيضاء ، سروالا ، قميصا نظيفا ، وطربوشا وحزاء