يقوم به الجنود الفرس هنا ـ وهذا ما كان يذكره الأتراك في المكان الذي كنت في فترة سابقة به بكل إزدراء عن هذا الأمر. ولكن في حقيقة الأمر أن هؤلاء (الجنود الأترك) كانوا يلجأون للسرقة لأنه لم يكن تدفع لهم المعاشات.
وقد كان هناك في هذا المكان حوالي مائتان من رجال المدفعية وتسع مدافع ومائة من الجنود المشاة. وكان الجيش مجهزا بالبنادق. أما سائقي الجمال فكانوا سابقا يكرهون (القاجار) (١) ولكن فجأة تحول كرههم إلى انبهار كبير. إنني أرى أن مهمة حاكم (الخان) جمع الضريبة الخاصة به وكذلك تهدئة مشاكل البلوش ، وقد نظّم على أن تكون الزراعة بجانب قلعته ، وأعطى الحبوب إلى المزارعين الصغار. ومهما يكن الموسم يحدّد الفائدة منه. كان المزارع يحتّج بأنه يزرع البذور ولكنها لا تنمو بينما قد ذكر (الخان) رأيه بوضوح أن الفلّاح قد خبأ القمح. حسب خبرتي الزراعية في هذه البلدة بأن الرجال الذين سيبذرون الأرض ، إذا لم يراقبوا فإنهم يخفون كمية كبيرة منها في الحفر. كذلك اشتكى رجال سلاح المدفعية حيث أنهم قد وجدوا أنه من المستحيل أن يجدوا علفا لخيلهم ، وأن (الخان) كالعادة مع الآخرين قد اشتكى عن تأخرهم في الدفع ، وقد قرأ رسالة من «الأمير هوتي» يقول فيها إن (الخان) قد جمع (٧٠٠) تومان وسيرسلها قريبا. وكنت هنا قد لا حظت أن شجر النبق هو أفضل ما رأيت حتى الآن.
كان هناك أيضا طاحونة عجيبة للقمح في الفناء الذي به سكني ، إنها تحتوي على قرص طوله إثنى عشر قدما يرتكز على قاعدة طولها ثلاثة أقدام في إحدى الجوانب. كان الرجل الموكل بها يقف بجانب الطاحونة
__________________
(١) أي جنود الحكومة القاجارية.