يرفع المدقة الثقيلة إلى الهواء وعند ما يقفز من عليها تنزل إلى أسفل بقوة حفرة على الأرض. بعدها يوضع القمح الذي دقّ أولا بالطاحونة لتقوم بعض النساء البلوش بدقه ثانية ونقله.
بعد أن عبرنا النهر ووجدت غليوني بواسطة امرأة من القرى ، وقفنا لبضع دقائق ربما أرتدي جلد حيوان الطوبين الذي كان (جلال) يحمله على يديه. وإنه حسب المتبع كل قد قام بغسله عند ما وصلنا إلى «بمبور» وخبأته وخبأهم في حفرة مظلمة في الحائط وكانت مبتلّة.
إن هذه الواقعة قد أغضبتني كثيرا. فهذا الأسلوب قد بيّن غباء ذلك الرجل العجوز. نحن الآن نعبر قنوات كثيرة. بعض الجمال تقفز وتستمر في القفز إلا إذا ربطت أقدامها ووضع العقال في الخلف على ذيلها. سمعت بعد ذلك صوتا مرتجفا يصيح «صاحب ، صاحب» هذه الجمال لا بد من ربط أقدانها» ، عند ما التفت حولي وجدت رجلا مسنا يرقد خلف ظهر الجمال ويجز الصوف من على أجسامها من وسط السرج حتى الذيل. كان ليلا كئيبا مع ريح باردة تهب أحيانا ، وقد مررنا على أشجار القطن ووصلنا إلى «كالات قاسم آباد». لقد لا حظت أن اللغة الفارسية هنا عامة أكثر من اللغة البلوشية ، ولا أحد هنا يحاول أن ينطق العربية الصحيحة مثل ما في «كالات».
يبدو المكان شتوي ومعزول وسكانه القليلون تبدو عليهم الكآبة ، ومن شدة البرد يرتدون ملابس خشنة بدون أكمام. كان الرئيس عبد من عبيد محافظ «بمبور». على كل حال نجح (جلال) في إخفاء الرجل المرافق لنا الذي أرسله معنا الخان. بدأت الريح تعصف من الشمال مباشرة من جبال (باشحان) المغطاة بالثلوج بالرغم من النار المشتعلة للتدفئة والكوخ الذي نمنا به تلك الليلة. ثم سمعنا صوت كسر صندوق صغير وأصدقاءنا لم يسمحوا لنا بأخذ أي حليب لنشربه ، ولكننا قد اكتشفنا في الصباح أن بيتنا المريح هذا قد أفرغ من المرضى لتوه. عند ما أردنا أن نبدأ أوضحت