الحازميّة المرتفعة عن بيروت مباشرة. وهنالك اجتهاد علميّ لفريحة يردّ كلمة حازميّة إلى لغة ساميّة قديمة ، فيقول بأنّها آراميّة سريانيّة مركّبة من مقطعين : الأوّل من جذرEZA أي نظر ورأى وراقب ، ومنها" الحازي" الذي يعرف الغيب ، والثاني من" ميّاMAYYA " أي المياه ، فيكون معنى الإسم : مراقب الماء أو ناطور الماء ، أو الذي يرى الغيب بواسطة الماء.
وبالرغم من أنّ أبناء المنطقة يشدّدون على أنّ البلدة قد اكتسبت اسمها من مكان الحزم" أي تحميل المتاع" ، ويعزّزون رأيهم بإسم الجمهور ، الذي اكتسبته تلك المنطقة من كونها في الماضي ، المكان الذي ينتظر فيه المسافرون مرور القافلة للسفر ، فإنّنا نميل إلى اعتبار اسم الحازميّة مكتسبا من موقعها الجغرافيّ : " الغليظ المرتفع عن الأرض". يعزّز هذا الإعتبار أسماء المناطق المجاورة للحازميّة ، التي اكتسبت أسماءها من مواقعها الجغرافيّة ، مثل اللويزة ، التي أصلها" اللويذة" أي منعطف الجبل ، وجانب الوادي. والجزيرة ، التي أصبحت تعرف بالزيرة. والمخّاضة ، التي أصبحت تعرف بجسر الباشا.
أمّا العصفوريّة ، وهي منطقة من أعالي الحازميّة أسّس فيها سنة ١٨٩٧ مرسل ألمانيّ اسمه ثيوفيلوس ولدمير ، أوّل مستشفى للمصابين بالأمراض العقليّة فأصبح يعرف بمستشفى العصفوريّة ، فإنّ اسمها ، كمنطقة ، سببه ، بحسب رياض حنين في كتابه حول أسماء القرى ، كثرة العصافير فيها.
لم يكتشف في أرض الحازميّة أيّة آثار قديمة من شأنها أن تفيد عن أيّ نشاط حضاريّ للشعوب القديمة على أرضها.