الإسم والآثار
أجمع الباحثون في أسماء القرى اللبنانيّة على ردّ اسم حاصبيّا إلى الآراميّة ـ السريانيّة على أنّه من مقطع واحد : SPAYYE ومعناها" معامل خزف" ، خاصّة وأنّه يستخرج من أراضيها معدن الحمّر الذي يستعمل في صناعة أنواع من الخزفيّات والذي يحوّل اليوم إلى دهانات. ونعتقد بأنه إلى حاصبيّا ينسب نهر الحاصباني. وتبقى الرواية التي تتحدّث عن أمير عنست ابنته فحار بأمره إلى أن قال الناس" حاص بيّا" ، أي تلبّك والدها ، رواية من صنع الخيال.
من آثار حاصبيّا الحصن العسكريّ الذي بناه الصليبيّون كمركز مراقبة وحماية على انقاض معبد رومانيّ ، يؤكّد على ذلك بقايا آثار ظاهرة في البناء إلى اليوم ، وقد تعاقبت القوى التي استعملت هذا الحصن عبر التاريخ ، وحوّل مرارا إلى ثكنة عسكريّة أيام العثمانيّين والفرنسيّين ، كما جعله الشهابيّون مركزا لحكمهم ، وقد أصبح اليوم قلعة أثريّة تشرف عليها مديريّة الآثار ، وتسمّى بالقصر الشهابيّ أو السرايا الشهابيّة. ذلك أنّ الطبقة العلويّة الثالثة من القلعة قد بناها الشهابيّون ، لذا تكثر فيها القناطر والنوافذ العربيّة الطراز ، وكذلك القاعات الفسيحة المزيّنة جدرانها بالرسوم والرخام المستورد ، وضمن تلك القاعات أقيمت نوافير المياه ونقشت على جدرانها الآيات القرآنيّة وسواها من النقوش. ويقع أمام القصر الشهابيّ لجهة الغرب والشمال ، ميدان خيل فسيح يبلغ طوله نحو ١٥٠ م. وعرضه نحو ١٠٠ م. ، إلّا أنّه في الحقبة الأخيرة اقتطعت منه أقسام متعدّدة حيث بني موقف للوقف السنّي وبيوت لبعض الأمراء وسواهم. وبجانب ميدان الخيل يقع الجامع الذي يعود تاريخه إلى دخول الشهابيّين حاصبيّا ، وتعدّ مئذنته من أجمل المآذن ، وهي سداسيّة