فإسم جونيه ، رغم أنّه يحتمل تفسيرا عربيّا له ارتباط بالجون ، أي الخليج ، وقد حاول البعض تأكيد هذا التفسير ، فإنّ اعتماد هذا الإستنتاج غير دقيق البتّة ، ذلك أنّ المنطق يفرض الإعتقاد بأنّه لو كان الإسم عربيّا لكان" جون" وليس" جونيه" ، فليس في العربيّة كلمة جونيه ، وبالتّالي وجب البحث في غير احتمال. علما بأنّ البحّاثين والرحّالة العرب القدماء الذين زاروا المكان في القرنين الثاني والثالث عشر ، قد ذكروا اسم المدينة كما هو اليوم.
إنّ اللفظ السامي القديم المطابق لاسم جونيه هو : GUONIE ومعناه : الزوايا ، وهو جمع للفظةGUON الساميّة الدخيلة من اليونانيّةGONIA التي تعني : زاوية ، كما ذكر فريحة ، ومنه جاء اللفظ العربي : جون. وإذا كان اسم جونيه لاحقا لدخول المشتقّات اليونانيّة إلى اللغات الساميّة القديمة ، فهذا لا يعني أنّه أقدم أسماء المدينة ، فالإسم الأقدم الباقي لها هو غادير ، وهو لفظ فينيقي ، G DIR وفي العبريّةGEDER.
ما هو بالغ الأهمّية في هذا المجال ، إضافة إلى أنّ الإسم حافظ على لفظه الأصيل : غادير ، فلم يحوّر إلى غدير مثلا ، هو معنى الإسم. فإنّ لفظ غاديرG DIR الفينيقي ، يعني : سورا ، وحائطا ، ومنه جاء لفظ" جدار" العربي. كلّ هذا ، يبطل الإدّعاء القائل بأنّ جونيه ليست قديمة العهد ، بحجّة أنّها ليست من المدن المسوّرة. فالسور باقية في اسمها ، وفي طبيعتها ، وإذا كان من سور قديم صغير لمرفئها ومراكز العبادة فيها ، فإنّ بعض حجارته بات مرصوفا اليوم في أساسات ومداميك أقبية الأبنية القديمة في المدينة ، كما هو الحال بالنسبة لحجارة قلعة صربا العملاقة الظاهرة للعيان في مداميك بناء دير المخلّص للروم الكاثوليك الذي يقوم على أنقاضها.