قبلا فكانت المحلّة تعرف باسم" جيغورتا" ، وهي تقوم حول جون صغير يصبّ فيه مسيل ماء معروف بوادي عمّيق. وحول هذا الجون تمرّ طريق محفورة في الصخر ، وهي الطريق الرومانيّة التي كانت تتبع ساحل البحر وتدور حول رأس الشقعة. وكانت" جيغورتا" ذات أهمّية إذ نجد فيها بقايا معاصر كثيرة وكنيسة بيزنطيّة ورؤوس أعمدة وقطعا من رخام وكتابات يونانيّة منها واحدة محفورة على جرن كبير تفيد عن أنّ أحدهم قدّم هذا الجرن للإله المشتري. ويشاهد كثيرا من النقوش واسم الإمبراطور يوستين. وبحسب المؤرّخ الخوراسقف يوسف داغر أنّ حنّوش هذه هي" جيغورتا" التي احتلّها الأيطوريّون على البحر قرب البترون ورأس الشقعة جنوبي" ترياريس" التي تعرف اليوم باسم" أنفه" ، وذلك خلافا لما يعتبر البعض بأنّ جيغورتا هي زغرتا الحاليّة ، ذلك أنّ زغرتا البعيدة عن البحر وعن البترون والتي لا تتّصل بها السكّة القديمة المحفورة في الصخر ، ولا صخور عاصية فيها تصلح لأن يتحصّن بها الأيطوريّون ، لا يمكن أن تكون جيغورتا. أمّا اسم جيغورتا فهو برأي الباحثين تحريف لكلمةZEUORTA الفينيقيّة التي تعني المسوّرة والمحاطة والمقفلة.
وتتمتّع حامات بثروة أثريّة مسيحيّة مهمّة متمثّلة بدير سيّدة النوريّة ، وهو دير أثري بني أوّلا في سفح الجبل سنة ٣٠٠ م. في عهد الملك تيودوسيوس الكبير وعلى نفقته. أمّا أسباب بنائه ، كما يقول التقليد ، فتعود إلى أنّه في فجر النصرانيّة باليونان ، قام الملك تيودوسيوس برحلة من بلاده بحرا قاصدا زيارة القدس ، وعند وصول سفينته ومرافقيه إلى قبالة طرابلس ، هبّت أنواء هوجاء عرّضتها للغرق ، ثمّ قذفت بهم الأمواج إلى قبالة الشاطىء المحاذي لرأس الشقعة والمعروف حاليّا بخليج الهري ، وهناك ركع الملك على ظهر المركب