اليمّونة ، إلى قلعة بعلبك ، حيث الهيكل الأكبر لعبادة الشمس. وتدلّ الأبحاث على أنّ الفينيقيّين كانوا قد أقاموا داخل قلعة صربا هيكلا لعبادة الإلهة الشمس ، التي كانوا يعتبرونها شريكة للإله" أتون" ، إلى جانب عبادة الكواكب الأخرى التي كانت تنوب عنها عشتروت ملكة السماوات وربّة القمر وأمّ الطبيعة والحياة في اعتقادهم ، وأدونيس إله الشمس والخصب والجمال. وقد كشفت حفريّات كانت تجري لأعمال بناء بقرب موقع قلعة صربا عن فسيفساء بيزنطيّة زاهية الألوان ، لا يزال الجزء المرصوف المتبقّي منها بحالة تنمّ عن أصالة رفيعة الشأن. وقد دلّت الأبحاث على أنّ تلك الفسيفساء كانت على الغالب أرضيّة كنيسة بيزنطيّة ذات شأن. ورجّح مؤرّخون أن يكون قسطنطين الكبير ٢٧٤ ـ ٣٣٧ م. قد حوّل هيكلا فينيقيّا كان يقع بجانب قلعة صربا إلى كنيسة كما فعل في أفقا وأمكنة أخرى من لبنان. ولا نعلم لماذا ضرب المؤرّخون المحدثون صفحا عن هذا الأثر الذي ذكر أبرز المراجع التاريخيّة الكلاسيكيّة أنّه كان معبدا فينيقيّا لعبادة الزهرة مشابها تماما لهيكل أفقا ، أمر قسطنطين بهدمه مع توأمه الجبيلي لأنّهما كانا مدرسة للرذيلة والفجور. وقد وصف الرحّالة روبنسون ، في أواسط القرن التاسع عشر ، معبدي أفقا وصربا بأنّهما توأمين ، كان طول كلّ منهما لا يقلّ عن المائة قدم ، بعرض يتجاوز الخمسين ، وحجارتهما كلسيّة وأكثرها من القطع الكبير ، وبعضها منحوت بإتقان ومن حواليهما أعمدة من حجارة الغرانيت. وقد ظهرت فعلا أعمدة من الغرانيت بمحيط القلعة والمعبد ، قبل قرون ، عند ما قامت الدولة العثمانيّة بإجراء حفريّات هناك. وكلّما أجريت أعمال نقب وحفر بالمحيط لغايات البناء ، بانت دهاليز وعاديّات وآبار مطمورة تحت التراب. أمّا مغارة الباطيّة التي تتّصل بالقلعة عبر نفق كان طبيعيّا قبل أن تهذّبه أيدي البشر ليلائم غاية ذلك الإتّصال ، فهي المدخل الشماليّ الغربيّ لذلك النفق من