إلى بيروت ، فلقربها من العاصمة ، وتمييزا لها عن باقي البلدات التي تحمل اسم الحدث أيضا.
سبنيه ، أصلها كلمة سريانية" بشبنيه" وقد حرّفها التعريب فأصبحت تعرف ب" سبنيه" ، أمّا الترجمة الأساسيّة لاسمها ، فهي : بيت البنّاء. ولقد تردّد علماء اللغات الساميّة في ترجمة اسمها ، إذ غابهم أصل اللفظ ، فقالوا : " ربّما كانت تحريفا لسبنيّه SABNAYE وترجمتها وقتيّون ، وزائلون. أو من جذر" بنى" مع ال" ش" التي هي اسم موصول ، فيكون المعنى : " الذي بنى".
أمّا بطشي ، وأصلهاBET SSHAYA فمعناها بحسب فريحة : " المخبّأ والمخفيّ عن النظر". علما بأنّ كتابتها أصلا كانت" بطشاي".
في الحدث ومحيطها آثار رومانيّة. وكثيرا ما يظهر عند حفر الأرض أوان نحاسيّة وخزفيّة وأحجار ضخمة تدلّ على أنّ الحدث حاملة الإسم الآراميّ إنّما تقوم على أنقاض بلدة أو مدينة قديمة. وهناك قسم من مكتشفاتها الأثريّة محفوظ في مقرّ السفارة الإسبانيّة في الحدث ، وهو قصر في الأساس بناه سنة ١٦٩٧ الأمير ملحم ، نجل الأمير حيدر الشهابي ، أوّل أمير شهابيّ حكم لبنان ، وورثه أولاده من بعده ، وآخرهم الأمير يوسف الذي قتله الأمير بشير الثّاني ، وسنة ١٩٥٦ اتّخذته الحكومة الإسبانيّة مقرّا لسفيرها في لبنان. عرف هذا القصر أحداثا مؤلمة كثيرة في غالبيّتها. فبعد الحرائق والإصابات التي تعرّض لها في القرنين الثّامن والتّاسع عشر ، نقل إليه جثمان الأمير فارس شهاب الذي قضى غرقا في باخرة" تيتانيك". وفي مواسم الحرب كان القصر هدفا للقصف والصواريخ فتقوّضت حجارة بعض أقسامه. كذلك خطف موظّفون إسبان كانوا يعملون فيه. وآخر محطّات الحزن فيه ، مقتل السفير الإسباني بيدرو أريسيغي ووالد زوجته الأديب اللبنانيّ توفيق يوسف عوّاد في