اتخذوا لهم فيها حصنا ، وبنوا على قمّة جبلها قصرا ومعبدا ضخما تهدّمت أعمدته بفعل العوامل الطبيعيّة.
وتنتشر في نخاريب صخور حردين وخفايا معاقلها وأوديتها مغاور وكهوف عدّة حفرتها أيدي شعب قديم ، وذلك في تجويفات" كفرشيرا" ، و" العريض" ، و" مغاور الفخّار" و" الكفّ" ، و" العقر" ، و" القصر" وغيرها من الكهوف التي تحوّلت في العصور الفينيقيّة والمسيحيّة مناسك على اسم شهداء وقدّيسين زاد عددهم على العشرة.
وفي أعلى قمّة في جبل حردين معبد روماني لإله الشمس مرقوريوس MERCURE أو عطارد ، وهو معروف باسم" قصر حردين الرومانيّ" الذي تدور حوله أسطورة هداية سكّان تلك النواحي إلى الديانة المسيحيّة على يد ابنة الملك الوثنيّ. ومن هنا القول السائد إنّ" حردين هي أوّل قرية عرفت المسيحيّة في جبل لبنان".
كما وجدت في حردين أيضا كتابات رومانيّة محفورة على الصخور تعود إلى عهد الأمبراطور أدريانوس أوغسطوس (١١٧ ـ ١٣٨) وذلك في حقول كفرشيرا وتليا والميدة والمحليسة ، وهي تدلّ على مدى اهتمام الرومان بشقّ الطرقات الجبليّة والحفاظ على الغابات خدمة لأغراضهم الاقتصاديّة والعسكريّة والدينيّة.
وفيها ما يعرف بمعابد الصخور في محلّة" المحليسة" حيث معبد الأصنام الضخمة على شكل المرأة الجاثية ، ونصف الرجل الأعلى ، ورأس البقرة ، ورأس الذئب ... وقرب سهل الرام في محلّة" الشمّيس" حيث معبد" الكفّ" والمكعّبات الصخريّة الكبيرة للإله إيل الفينيقيّ.