الإسم والآثار
ردّ فريحة إسم الجيّة إلى GAIA الآراميّة التي تعني : المكان المبهج ، اللطيف. أمّا أنطوان القزّي فردّ الإسم إلى اليونانيّة : إيجي ، أي الأرض الطيّبة ، وذكر أنّها هي نفسها برفيريون PORPHIRION ، مدينة الأرجوان ، وإحدى أهمّ الحواضر الفينيقيّة التي ازدهرت في العصور القديمة.
قصوبة التي تشكّل إحدى مناطق الجيّة ، إسمها بحسب فريحة من جذر ساميّ مشترك : QESAB الذي يعني القطع والفصل ، وعليه اقترح أن يكون معنى الإسم : المفصولة ، نسبة إلى موقعها الجغرافيّ. أمّا المقصبة فاسمها عربيّ له علاقة بنبات القصب.
بالنسبة للجزء الثاني من اسم النبي يونس يقول د. أنيس فريحة إنّه لفظ عربيّ منقول عن فعل مضارع : يؤنس ، وهو تعريب لاسم النبي يونان الذي ابتلعه الحوت ثلاثة أيّام ولفظه البحر على هذا الشاطئ. وهناك تقليد عند سائر البلدان الواقعة شرق البحر المتوسط يدّعي أنّ الحوت أطلق النبيّ يونان على شاطئ كلّ منها ، لكنّ التسمية كانت من حظّ الشاطئ اللبنانيّ. وفي مدينة الموصل في العراق يوجد مقام على اسم النبيّ يونان. ويبدو أنّه عند ما وضع فريحة هذا النصّ لم يكن قد تمّ اكتشاف معبد النبي يونان في الجيّة كما سيجيء.
الجدير ذكره أنّ بعض كتب التاريخ والمخطوطات يميّز بين أحياء الجيّة التي نعرفها اليوم ويعدّد فيها مناطق مختلفة. فالأمير بشير في وصيّته ، مثلا ، يذكر قصّوبا ومقصبة وزارود والحرقان ومغارة الحمام. والمستشرقون يذكرون النبيّ يونس وقصّوبا ومقصبة وكلّها تشكّل بلدة الجيّة اليوم. حتّى أنّ هذه التسميات كانت توجد في سجلّات الدولة العثمانيّة.