من خصوصيّات الجيّة الطبيعيّة والأثريّة احتواء الجهة العليا من أرضها على مغارة شهيرة بضخامتها ، وإن كان دخولها صعبا بسبب وعورتها وعلوّها وانحدارها الحادّ ، وقد اقتصر الدخول إليها على الهواة المجهّزين بلوازم التسلّق وعلى بعض الشبّان المتمرّسين المخاطرين.
كشفت الحفريّات التي جرت في أرض الجيّة عن أدوات حجريّة صغيرة تشمل رؤوس سهام بدائيّة ورؤوسا قاطعة أخرى كان الإنسان يستعملها في صناعة أدوات كثيرة من العظام أو للحفر في العظام وهذه الأدوات وجدت جنبا إلى جنب مع عظام حيوانات تشبه الحيوانات التي نعرفها اليوم. وبقايا الغزال كثيرة في هذه الحقبة ، ولكنّ بقايا الوعل ذي القرون الكبيرة المتشابكة ، نادرة ، ما يدلّ على حصول مرحلة جفاف.
ويقول رينان إنّ الجيّة كانت مركزا فينيقيّا قديما. وقد وجد فيها بقايا هيكل كان بعض أحجاره في البيوت المجاورة. ويصف عالم الآثار د. حارث البستاني الجيّة بأنّها كانت أكبر مدينة تجاريّة في كلّ من العهود اليونانيّة والرومانيّة والبيزنطيّة. ومن آثار الجيّة مدينة بورفيرون الفينيقيّة التي هدمتها الزلازل وطمرتها كثبان الرمال عبر العصور ، وقد أظهرت الحفريّات الحديثة التي قامت بها المديريّة العامّة للآثار بعضا من أقسامها ، وبقايا أقدم كنائس لبنان ، ورجّح الخور اسقف يوسف داغر أنّ كنيسة برفيريون ، أو النبيّ يونس ، بنيت في القرن السادس. وذكر هاتين الكنيستين المؤرّخ بردلوب ، وكان بانيهما الملك يوستينيان الذي شيّدت في عهده أقدم كنائس لبنان.
أمّا الحي الروماني الذي كشفت عنه الحفريّات في الجيّة ، فتبلغ مساحته ٠٠٠ ، ٤ م ٢ ، وهو يحوي ثروة أثريّة مهمّة.