يملك هذا العقار ذات الرقم ٢١٤٥ مصطفى الحاج الذي كان استحصل على رخصة لتحويله أرضا زراعيّة ، وفي أثناء الحفريّات بدأت المكتشفات الأثريّة بالظهور ، بعد ما كان دمّر حيّ سكنيّ بكامله يعود إلى الحقبة الرومانيّة ـ البيزنطيّة بكلّ ما يحويه من بيوت وطرق وجدران. وتمّ العثور على قطعة فسيفساء بحالة جيّدة بطول ثمانيّة أمتار وعرض ستّة ، أي أنّ مساحتها تقارب ٤٨ م ٢ تمثّل النّبيّ يونان خارجا من بطن الحوت كما ورد في التوراة ، تحوطه رسوم ورديّة وأسماك بحريّة وطيور من الزجاج الملوّن يغلب عليها الأخضر والأصفر والأحمر والبنّي ، إضافة إلى قطع أثريّة عديدة من البرونز والفضّة وفخّاريّات من الحقبات الرومانيّة والهلنستيّة والفينيقيّة ، وقطع نقديّة. وظهرت في المقطع الفاصل بين هذا العقار والعقار الأثريّ الملاصق والمستملك من المديريّة العامّة للآثار ، بقايا جدران ومبنى كبير وبقايا قنوات مغطّاة بصفّ من الحجارة ، وبقايا غرفة أرضيّتها مبلّطة بالفسيفساء. وفي الناحية الغربيّة عثر على بعض الأجران الأسطوانيّة من الحجر الأصمّ. وظهرت عند حائط المقطع الشماليّ من الموقع الأثريّ الذي يفصله عن الموقع المجروف آثار جدران وقطع موزاييك وحجار عليها كتابات وصلبان بيزنطيّة. وقد أكّد الخبير في الآثار أحمد نصر الله على أنّ الموزاييك تمثّل النبيّ يونان ، مستندا إلى أمرين. الأوّل : أنّ الصورة تظهر الرجل خارجا من بطن الحوت ، والثاني : أنّ المنطقة التي وجدت فيها القطعة تقع على بعد مئة متر عن مقام النبيّ يونس. ويعتقد أنّها كانت تشكّل أرضيّة لمركز عبادة لوجود بلاطة على مدخل المكان الذي كان الناس يدخلونه حفاة ، وهذا دليل على قداسة المكان ، كما يقدّر أنّ عمرها يعود إلى ألفي عام ، إذ إنّ القطع النقديّة البرونزيّة المكتشفة تعود إلى نهاية العهد الرومانيّ وتحمل رسم الأمبراطور دوكليانوس.