البصرة بندقية الشرق
٣ ـ سبتمبر
إن كان قد أتعبنا وأرهقنا الاختفاء تحت البضائع المكدّسة في الزورق التجاري ، فلكم سررنا الآن بأننا استطعنا أن نهرب من قبضة المحجر المخيف!
ها نحن أولا نكاد نبلغ المرفأ وننظر إلى أنفسنا التي أخفيناها بين أكوام أطباق التمر بكثير من الدهشة والإشفاق. ففي يسارنا أقفاص جميلة صنعت من ألياف النخل تستعمل لخزن الأسماك التي تصاد والتي تفيض عن البيع فتوضع هناك لعرضها في السوق في الوقت المناسب!
وتبدو أمامنا على سواحل الشط التي تبعد قليلا مناظر فاتنة جدّا. فهذه هي النخل السامقة وتلك أرض الحقول الزاهية تخترقها مجاري المياه الرقراقة وفيها قطعان الجاموس التي لا يظهر منها إلّا رؤوسها وهي تمرح وتسرح بمطلق حريتها!
بعد مضي أربع ساعات من تركنا المحمرة بلغنا الجانب الثاني من الشط وها هو زورقنا يقف أمام غابة صغيرة من أشجار الموز المتكاثفة. وعلى مسافة