رحلة مدام ديولافوا
عاش في فرنسا بين سنتي ١٨٤٣ ـ ١٩٢٠ م مهندس معماري معروف وعالم أثري كبير ، يدعى «مارسل ديولافوا» كانت له بحوث وتحقيقات قيّمة في فن العمارة والريازة في الحضارات الشرقية المختلفة. ومن المسائل التي تصدّى لها والأسئلة التي أثارها : هو أكان للحضارة الساسانية تأثير في الفن الإسلامي أم لا؟
ولقد كلفت «مارسل ديولافوا» الإجابة عن هذا السؤال تكليفا كثيرا ، إذ لم يشف غليله كل ما وقع في يديه من كتب تعنى بمثل هذه الموضوعات في أوروبا كلها. ولم ير باحثنا المحقّق في الأخير بدّا من شدّ رحاله إلى الشرق نفسه ، ليستقي منه معلوماته ويلقى طلبته في الإجابة عن السؤال الذي عنّ له.
يمّم وجهه شطر الشرق ـ أول مرّة ـ عام ١٨٨١ م على حسابه الخاص ، وأمضى ما يقرب من سنة في تركيا والقفقاز وإيران والعراق ، يدقّق النظر ويطلع على الأبنية التاريخية العتيقة فيها حتى فتح الله عليه الجواب واطمأنّ له!
وفي هذه السفرة ـ الأولى ـ التي قام بها مارسل كانت زوجه معه وهي معروفة بأسلوبها الرقيق وبموهبتها الفنية في الرسم ولم تدع الفرصة تفوتها فأخذت على نفسها تسجيل يومياتها وخواطرها منذ إقلاعها من مرسيليا حتى عودتها ثانية إلى فرنسا في كتاب سمته «رحلة ديولافوا إلى إيران وشوش وكلدة» ولقد كان لصدور هذا السفر الجليل في باريس صداه البالغ وأثره البعيد في يومه ـ لا لما تضمن من طرائف مستملحة وأخبار غريبة عن تلك المناطق التاريخية فحسب ، بل لما احتوى عليه مما توصل إليه زوجها من