« من تطبب فليتق الله ، ولينصح ، وليجتهد (١) ».
وقال ابن ادريس : « ويجب على الطبيب ان يتقي الله سبحانه فيما يفعله بالمريض ، وينصح فيه (٢) ».
١ ـ نعم ... لابد من الاجتهاد في معالجة المريض ، ولا يجوز التعلل ولا التساهل في ذلك على الاطلاق ، ولابد ايضا من النصح في ذلك ، لان الغش فيه معناه الجناية على نفس محترمة ، وتعريضها للخطر الجسيم ، الامر الذي يكشف عن نفس مريضة وحاقدة ، لا تملك شيئا من الخلق الانساني الرفيع ، بل هي اقرب الى النفس السبعية ، التي لا تعرف الا الاعتداء ، والظلم والشر ، بل هي اكثر بشاعة وخطرا منها ، حينما يمتزج الظلم بالخداع ، والاعتداء بالتدليس وتزييف البغيض المقيت.
٢ ـ ولا بد كذلك من تقوى الله في المريض ، لان بتقوى الله لايبقى غش ، ولا اعتداء ، ولا تزيف ، ولا يبقى ايضا تساهل ، او تعلل ، ولا يبقى كذلك اي لون من الوان الرذيلة في داخل الانسان ، وبتقوى الله يندفع الانسان الى القيام بواجباته الشرعية والانسانية على النحو الاكمل والافضل ... ولاجل ذلك نلاحظ انه عليهالسلام قد قدم الامر بتقوى الله على الامر بالنصح ، وبذل الجهد وليس ذلك عفويا ، بل هو متعمد ومقصود ، ولا سيما في توجيه الطبيب الذي بيده راحة المرضى ، فهو اذن بأمس الحاجة الى هذه التقوى : حتى لا يفرط فيما جعله الله مسؤولا عنه.
٣ ـ وبعد ... فان « الله يحب عبداً اذا عمل عملا احكمه » كما روى عنه (ص) حينما لحد سعد بن معاذ (٣) ، كما اننا نجد في نصائح علي بن العباس : ان « على
__________________
(١) البحار ج ٦٢ ص ٧٤ عن الدعائم ، ومستدرك الوسائل ج ٣ ص ١٢٧.
(٢) البحار ج ٦٢ ص ٦٥ عن السرائر.
(٣) الفصول المهمة للحر العاملي ص ٥٠٣.