الداخلي لعود الاراك بعد ملاقاته للماء او اللعاب يتخذ حالة ملائمة جدا لعملية السواك ، حيث انه يصير مرنا ، وناعما وطريا ، يشبه الفرشاة المستعملة في هذا الايام الى حد بعيد ، فلا يتعرض معه جدار السن ، ولا النسيج اللثوي الى اية حالة يمكن ان ينتج عنه ضرر مهما كان .. كما ان عود الزيتون يؤدي نفس هذه المهمة ايضا على ما يبدو ..
نعم .. لم يأمر الاسلام باتخاذ فرشاة ، ولا ارشد الى صنع معاجين من مواد معينة ، ومعقمة ومطهرة للفم ، ومضادة الى حد ما للجراثيم .. على النحو الشائع في هذه الايام .. اذ لم يكن في ذلك الزمان معاجين ، ولا كان يخطر في بالهم ، او يمر في مخيلتهم ان يحتاج تنظيف الاسنان الى مواد كيمياوية من نوع معين .. ولو انه (ص) اراد ان يرشدهم الى صنع فرشاة او تركيب معاجين كيمياوية لهذا الغرض لوجد انه سيتعرض لنسب واباطيل لايرضى احد ان يتعرض لها ..
ولكنه (ص) امرهم باتخاذ عود الاراك ، او عود الزيتون مسواكا ، وذكر له في الروايات منافع هامة ، ثم اكد الائمة بعده على ذلك ..
فقد روى : عن الباقر عليهالسلام : ان الكعبة شكت الى الله عز وجل ما تلقى من انفاس المشركين ، فأوحى الله تعالى اليها : قرى كعبة ، فاني مبدلك بهم قوما يتنظفون بقضبان الشجر ، فلما بعث الله محمداً ، اوحى الله اليه مع جبرئيل بالسواك والخلال .. وهو مروى بعدة طرق .. (١)
وعن النبي (ص) : أنه كان يستاك بالاراك ، أمره بذلك جبرئيل(٢)
وفي ما كتبه الرضا عليهالسلام للمأمون : « واعلم يا امير المؤمنين : ان اجود ما استكت به ليف الاراك ؛ فانه يجلوا الاسنان ، ويطيب النكهة ، ويشد اللثة ،
__________________
(١) المحاسن للبرقي ص ٥٥٨ ، ومن لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٣٤ والوسائل ج ١ ص ٣٥٧ و ٣٤٨ ومكارم الاخلاق ص ٥٠ والبحار ج ٦٦ ص ٤٣٩ وج ٧٦ ص ١٣٠ و ١٣٨ وفي هوامشه عن تفسير القمي ص ٥٠ وعن فروع الكافي ج ١ ص ٣١٤.
(٢) مكارم الاخلاق ص ٣٩ ، والبحار ج ٧٦ ص ١٣٥.