العظيم فان ترجمته لاتتجاوز الاسطر القليلة ، الا اذا كان مثل الرازي ، وابن سينا اللذين لايمكن تجاهلهما ...
يكفى ان نذكر : اننا نلاحظ : انهم يترجمون الزهراوي الذي اعتمد عليه الاوروبيون في الطب الجراحي وغيره لم يترجم الا بثلاثة اسطر ، وكذا بالنسبة لعلي بن العباس وقد اشرنا الى ذلك فيما تقدم.
وقد بدا ان اهل جنديشابور كانوا مغرورين بأنفسهم جدا ، وقد تجاوزوا الواقع في تصوراتهم لقدراتهم الحقيقية ، حتى ليقول القفطي :
« ان الجنديشابوريين كانوا يعتقدون انهم اهل هذا العلم ، ولا يخرجونه عنهم وعن اولادهم وجنسهم » (١) :
نعم ... ولكن نجم جنديشابور قد افل ، واشعاعها قد خبا ، بنبوغ مهرة الاطباء ، افذاذ الفن واساطينه من المسلمين ـ وما اكثرهم ... وآخر من ورد اسمه كرئيس لمستشفى جنديشابور هو سابور بن سهل المتوفى سنة ٢٥٥ (٢).
وأخر وقعة ورد فيها اسم جنديسابور هي ما بين سنة ٢٦٢ ـ ٢٦٥ حيث يذكرون ان يعقوب بن ليث الصفار قد جعل جنديشابور مقرا له ، حينما تأهب لفتح خوزستان (٣)
__________________
(١) تاريخ الحكماء ص ١٧٤ ومجلة الهادي السنة ٢ عدد ٢ ص ٦٢ في مقال للدكتور محمدي بعنوان : جامعة جنديشابور.
(٢) راجع : الفهرست لابن النديم ص ٤١٣.
(٣) تاريخ الطبري مطبعة الاستقامة ج ٨ ص ٣٤ وعنه في مجلة الهادي سنة ٢ عدد ٥٦ مقال الدكتور محمدي ومعجم البلدان ج ٢ ص ١٧٠ و ١٧١ وفيه ان يعقوب بن الليث مات بها سنة ٦٥ وقبره بها ..