مادة وهي التراب وروح ، فكما أنّ الجسد يحتاج إلى الغذاء والطعام المادي كذلك الروح تحتاج إلى غذاء وغذاءها العبادة .
نلاحظ الإنسان الغربي والأُوربي مع توفير كل الجوانب الماديّة والغريزية له وأرخى العنان لشهواته فلم يمنع أي حاجة يريدها ولكنّه لا زال يشعر بفراغ ويشعر أنّ هناك نقصاً لم يسد إلى الآن وهذا الشيء هو الجانب الروحي لم يعط حقّه .
الشريعة الإسلامية لم تهمل هذا الجانب في حياة الإنسان المسلم لذلك علت بعض التكاليف الغرض منها سدّ الفراغ للجانب الروحي ، وربطت الانسان بعالم الغيب من خلال برامج وضعت للإنسان نذكر على سبيل المثال منها الصلاة اليومية ، وصوم شهر رمضان المبارك ، وفريضة الحج لمن كان مستطيعاً لأدائها ... الخ . والغرض من هذه التكاليف لأجل إحداث حالة التوازن عند الإنسان لكي لا يطغىٰ الجانب المادي على الجانب الروحي وذلك لطبيعة انشغال الإنسان في إعمار الكون والطبيعة وتوفير حالة الحياة الكريمة الهنيئة له ، وهذه الممارسات العبادية التي جعلها الإسلام سواء اليومية منها او الأُسبوعية أو الشهرية او الموسمية من شأنها أن تسد الفراغ عند الإنسان المسلم وتحدث حالة التوازن بين الجانب المادي والروحي .
دور الصلاة والصوم في مقابلة الشدائد :
حينما نرجع إلى حياة الأنبياء والأولياء نجدهم عند الشدائد يفزعوا إلى الصلاة وإلى الصيام عملاً بآيات القرآن الكريم قال تعالى : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ) .