[١٨] ذريته ، وأسكنه الأرض المباركة التى هى / أم البلاد ، وعون العباد ، التى نهرها أفضل أنهار الدنيا (١).
وفى بعض التفاسير فى قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ)(٢) ، أن المراد بالمكان المبارك فيه حول المسجد الأقصى ؛ مصر. ولكن الآية أعم من ذلك ، لأن الله تعالى بارك لأهله فيما حوله فى معايشهم وأسبابهم ، وبارك فيه بدفن الأنبياء والصالحين وغير ذلك.
وذكر الثعلبىّ فى قصص الأنبياء أن جميع مياه الأرض أصلها من تحت الصخرة. وقال فى قوله تعالى : (إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ)(٣) ، والبدو أرض الشام (٤).
وقال ابن زولاق (٥) : كان بمصر من الأنبياء عليهم السلام : إبراهيم الخليل ، وإسماعيل ، ويعقوب ، ويوسف بن يعقوب ، واثنى / عشر سبطا من أولاد يعقوب عليه السلام.
وولد بها جماعة من الأنبياء : موسى ، وهارون ، ويوشع بن نون ، ودانيال ، وأرميا ، ولقمان ، وعيسى بن مريم ، وولدته أمه ـ والله أعلم ـ بإهناس (٦) ، المدينة المعروفة ، «وبها» (٧) النخلة التى قال الله تعالى فيها : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا)(٨).
وكان بمصر من الصديقين : مؤمن (٩) آل فرعون ، والخضر (١٠) ، ويقال والله أعلم إنه ابن فرعون لصلبه ، آمن بموسى عليه السلام ، ولحق به ، وجعله الله تعالى نبيا وآية.
__________________
(١) ورد هذا النص بتصرف فى حسن المحاضرة ، ج ١ ، ص ٣٦.
(٢) سورة الإسراء ، آية (١).
(٣) سورة يوسف ، آية (١٠٠).
(٤) انظر : الوسيط فى تفسير القرآن المجيد ، ج ٢ ، ص ٦٣٥ ـ ٦٣٦.
(٥) انظر : فضائل مصر وأخبارها وخواصها ، ص ١٣ ـ ١٤ ؛ الفضائل الباهرة ، ص ٨٣.
(٦) إهناس : مدينة قديمة فى الوجه القبلى بمصر ، تابعة لمركز بنى سويف. انظر : القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ٣ ، ص ١٥٣.
(٧) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ح.
(٨) سورة مريم ، آية (٢٥).
(٩) هو حزقيل ، من أصحاب فرعون ، كان نجارا ، وهو الذى صنع لأم موسى التابوت الذى وضعت فيه موسى وألقته فى البحر. وقيل إنه كان خازنا لفرعون. كان حزقيل مؤمنا مخلصا يكتم إيمانه إلى أن ظهر موسى على السحرة ، فأظهر حزقيل أمره ، فأخذ يومئذ وقتل مع السحرة صلبا. انظر : الثعلبى : قصص الأنبياء ، ص ١٦٦. وعن الأقوال التى ذكرت حول هذه الشخصية انظر : ابن كثير : قصص الأنبياء ، ص ٢٩٥ ـ ٢٩٧.
(١٠) عن الخضر انظر : ابن كثير : قصص الأنبياء ، ص ٣٤٧ ـ ٣٥٣.