فصل
فى كورة أسيوط (١) وجبل أبى فائدة (٢) الذى على النيل
قال الكندى : وعلى النيل كورة أسيوط ، ذكر أنه صوّر للرشيد صورة الدنيا كلها ، فما أعجبه منها غير كورة أسيوط. مساحة ثلاثين ألف فدان فى دست (٣) واحد ، لو قطرت / [٣٣] قطرة فاضت على جميع جوانبه. يزرع فيه الكتان ، والقمح ، والقرط (٤) ، وسائر أصناف الغلات ، فلا يكون على وجه الأرض بساط أعجب منه. وبسائره من جوانبه ؛ الغربى جبل أبيض على صورة الطيلسان كأنه قرون ، ويحف به من جانبه الشرقى النيل ، كأنه جدول فضة ، لا يسمع فيه الكلام من شدة أصوات الطير.
__________________
(١) أسيوط ويقال لها سيوط ، وإثبات الألف فيها هو الجارى على ألسنة العامة : وهى من المدن القديمة بصعيد مصر ، وهى عاصمة محافظة أسيوط ، ومعناها مدينة الذئب ، لأن أهلها كان يعبدون ابن آوى الذى يشبهه الروم بالذئب.
وتقع على الضفة الغربية للنيل. القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ٤ ، ص ٢٥ ـ ٢٦.
(٢) هو جبل أبى فيدة ، ويقع على النيل مقابل مدينة منفلوط. انظر : صبح الأعشى ، ج ٣ ، ص ٣٠٩.
(٣) الدست : الإناء. المعجم الوجيز ، مادة (دست).
(٤) القرط : نبات كالرطبة إلا أنه أجل منها ، انظر : محيط المحيط ، ج ٢ ، مادة (قرط).