أما اللؤلؤة البيضاء : فإن مصر فى شهر أبيب ـ وهو تموز ـ ومسرى ـ [وهو آب](١) ـ وتوت ـ [وهو أيلول](٢) ، يركبها الماء ، وترى الدنيا بيضاء.
وأما المسكة السوداء : فإن فى شهر بابة تنكشف الأرض بمصر أرضا سوداء ، وتقع فيها الزراعات ، وللأرض روائح طيبة تشبه رائحة المسك.
وأما / الزمردة الخضراء : فإن فى شهر طوبة وأمشير وبرمهات تلمع الأرض ويكثر [٢٣] عشبها ونباتها ، فتصير الدنيا خضراء كالزمردة.
وأما السبيكة الحمراء : فإن فى شهر برمودة وبشنس وبؤونة يبيض الزرع ، ويتورد العشب ، فيشبه الذهب فى المنظر.
قال : ووصف آخر مصر فقال : نيلها عجب ، وأرضها ذهب ، وهى لمن غلب. ملكها سلب (٣) ، ومالها رغب ، وخيرها جلب ، وفى أهلها صخب ، وطاعتهم رهب» (٤) ، وسلمهم شغب ، وحربهم حرب. ونهرها النيل من سادات الأنهار ، وأشرف البحار ، لأنه يخرج من الجنة على حسب ما ورد به خبر الشريعة (٥).
قال : وفى مصر أعاجيب كثيرة من أنواع الحيوان منها : التمساح (٦) ، وهو / المسمار ، [٢٤] فلا يوجد إلا بنيل مصر ، وهو يأكل وبطنه كالجراب ، وليس له مخرج ، بل يتغوط من فيه (٧). وكذا ذكره ابن الجوزى قال (٨) : فإذا أكل وبقى الطعام بين أسنانه تربى فى فمه
__________________
(١) ما بين الحاصرتين مثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٣٩ لاستقامة النص.
(٢) ما بين الحاصرتين مثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٣٩ لاستقامة النص.
(٣) «وملكها لمن سلب» فى مروج الذهب ، ج ١ ص ٣٤٠.
(٤) نهاية السقط من نسخة ح. والذى نوهنا عنه فى صفحة ٥٢ ، حاشية ٣.
(٥) نقل ابن العماد هذا النص عن مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٠.
(٦) التمساح : حيوان من أعجب حيوان الماء ، على صورة الضب ، له فم واسع وستون نابا فى فكه الأعلى ، وأربعون نابا فى فكه الأسفل ، وبين كل نابين سن صغير مربع يدخل بعضه فى بعض عند الانطباق ، ولسان طويل.
وظهره كظهر السلحفاة ، ولا يعمل الحديد فيه ، وله أربعة أرجل ، وذنب طويل ، رأسه ذراعان ، وغاية طوله ثمانية أذرع ، يحرك فكه الأعلى عند المضغ بخلاف سائر الحيوانات ، وهو يبيض كالطيور.
لمزيد من التفاصيل انظر : القزوينى : عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ، ص ٨٧ ـ ٨٨ ، ط. الثالثة ، القاهرة ١٩٥٦ م.
(٧) انظر : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٩ ؛ الفضائل الباهرة ، ص ١٦٨.
(٨) ورد هذا النص فى نهاية الأرب ، ج ١٠ ، ٣١٤ ، ط. أولى ، دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٩٣٣ م ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٩.