كتبه وخرائطه هى المرجع الأكبر لدراسة الجغرافيا عامة ، ونهر النيل خاصة ، إلى أواسط القرن السادس عشر ، أى إلى عصر النهضة الحديثة (١).
ومن أهم ما توصل إليه بطلميوس أنه استطاع وصف مجرى النيل وصفا دقيقا حتى نقطة اتصال نهر العطبرة بالنيل. كما وصف نهر العطبرة والنيل الأزرق والنيل الأبيض. كما أنه ذكر أن هناك بحيرتين عظيمتين يخرج من كل منهما نهر ، ثم يتحد النهران عند خط عرض ٢ شمالا. وذكر د. محمد عوض محمد أن بطلميوس كان غاية فى المهارة والدقة لتوصله إلى ذلك ، لأن مخرج النيل من بحيرة ألبرت واقع على خط عرض ١٥ ، ٢ ولكن بطلميوس بالغ فى بعد البحيرتين جنوبا فجعلهما تمتدان إلى خط عرض ٧ جنوبا بدلا من ٣٠ ، ٣ جنوبا.
كذلك بيّن بطلميوس بوضوح الفرق بين البحريات الاستوائية التى ينبع منها النيل الأبيض ، وبحيرة تانا (طانا) التى ينبع منها النيل الأزرق.
كما أشار بطلميوس إلى أن هنالك جبالا شامخة فى جنوب منابع النيل تغطيها الثلوج اسمها جبال القمر. وعلى الرغم من الخلاف الذى جرى حول حقيقة هذه الجبال التى ذكرها الجغرافيون القدماء ، إلا أنه استقر الرأى على أن المقصود بجبال القمر تلك الجبال البركانية الشاهقة ، أمثال : جبال كينيا ، وكليمنجارو ، والجون الواقعة جنوب وشرق بحيرة فكتوريا (٢).
كما أنه إلى بطلميوس يرجع الفضل فى جمع المعلومات عن البحيرات الاستوائية ، تلك المعلومات التى نظمها ورتبها وجعل منها صورة جغرافية منسقة ، مما جعل كتابه «المرجع الأكبر إن لم يكن الوحيد للجغرافيين من القرن الثانى إلى القرن السادس عشر» (٣).
واستمرت محاولات العرب فى القرون الأولى للهجرة ، ثم محاولاتهم فى العصور الوسطى. والحقيقة أن العرب نقلوا كتاب بطلميوس إلى لغتهم ، وكان مرجعهم الأكبر فى
__________________
(١) محمد عوض محمد : نهر النيل ، ص ١٦.
(٢) محمد عوض محمد : نهر النيل ، ص ١٦ ـ ١٧.
(٣) المرجع السابق ، ص ١٧.