وقال : (مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ)(١).
ومن اقترانه ب «أن» قوله صلىاللهعليهوسلم : «ما كدت أن أصلّى العصر حتى كادت الشمس أن تغرب» ، وقوله :
٨٩ ـ كادت النّفس أن تفيض عليه |
|
إذ غدا حشو ريطة وبرود (٢) |
* * *
وكعسى : «حرى» ، ولكن جعلا |
|
خبرها حتما ب «أن» متّصلا (٣) |
__________________
(١) قال تعالى : (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ...) التوبة (١١٨) والشاهد تجرد الفعل المضارع في خبر «كاد» وهو «يزيغ» من «أن» وهو الغالب فيه.
(٢) البيت لمحمد بن مناذر في الرثاء ، تفيض : تخرج من الجسد ، غدا : صار ، الريطة : (بفتح الراء وسكون الياء) : الملاءة إذا كانت شقة واحدة ، برود : جمع برد وهو نوع من الثياب والمقصود بهما الكفن.
المعنى : كاد الموت يعتريني حين أدرج هذا الميت في أكفانه.
الإعراب : كادت : كاد : فعل ماض ناقص ، والتاء : للتأنيث ، النفس : اسم كاد مرفوع ، أن : حرف مصدري ونصب ، تفيض : فعل مضارع منصوب بأن ، والفاعل هي يعود إلى النفس ، عليه : على : حرف جر متعلق بتفيض ، والهاء في محل جر بعلى. إذ : ظرف لاستغراق الزمن متعلق بتفيض ، غدا : فعل ماض ناقص (بمعنى صار) مبني على الفتح المقدر للتعذر ، واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، حشو : خبر غدا منصوب ، ريطة : مضاف إليه ، برود : معطوف على ريطة بالواو ، أن تفيض عليه : في محل نصب خبر لكاد ، جملة : غدا حشو ريطة : في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه : قوله : «أن تفيض» فقد اقترن خبر كاد بأن المصدرية وهو قليل.
(٣) كعسى : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ (حرى) ، جعل : فعل ماض مبني للمجهول ، خبرها : خبر : نائب فاعل وهو المفعول الأول ، ومتصلا المفعول الثاني ، حتما : مفعول مطلق منصوب (الأصل : متصلا اتصالا حتما بأن ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه).