فالتقدير : «وما إخاله لدينا منك تنويل» ، فالهاء : ضمير الشأن وهي المفعول الأول ، «لدينا منك تنويل» : جملة في موضع المفعول الثاني ، وحينئذ فلا إلغاء ، أو على تقدير لام الابتداء كقوله :
١٣١ ـ كذاك أدّبت حتى صار من خلقي |
|
أنّي وجدت ملاك الشيمة الأدب (١) |
التقدير : «أني وجدت لملاك الشيمة الأدب» فهو من باب التعليق ، وليس من باب الإلغاء في شيء.
__________________
(١) نسب البيت في الحماسة لرجل من بني فزارة وقبله قوله :
أكنيه حين أناديه لأكرمه |
|
ولا ألقبه ، والسوءة اللقب |
كذاك : أدبت أدبا كذاك الأدب ، ملاك الشيء : قوامه ، الشيمة : الخلق.
المعنى : أدبت على هذا النهج القويم حتى بت أعتقد أن أساس الخلق وقوام الفضائل هو الأدب.
الإعراب : كذاك : الكاف حرف جر ، ذا : اسم إشارة في محل جر بالكاف : متعلق بنعت محذوف لمفعول مطلق من فعل أدبت ، والتقدير : أدبت أدبا كذاك الأدب. والكاف : للخطاب ، أدبت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء : نائب فاعل. والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، حتى : حرف ابتداء ، صار : فعل ماض ناقص ، من خلقي : من حرف جر متعلق بمحذوف خبر مقدم لصار ، خلق : مجرور بمن بكسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، والياء : في محل جر بالإضافة ، أني : أن : حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر ، والياء : ضمير متصل في محل نصب اسمها ، وجدت : فعل وفاعل ، والجملة : في محل رفع خبر أن ، وأن مع معموليها في تأويل مصدر مرفوع اسم صار والتقدير : صار وجداني ... من خلقي. وفي وجدت ضمير شأن محذوف هو المفعول الأول ، ملاك : مبتدأ ، الشيمة : مضاف إليه ، الأدب : خبر المبتدأ ، والجملة في محل نصب مفعول ثان لوجدت.
الشاهد فيه : قوله : «وجدت ملاك الشيمة الأدب» وقد قيل فيه من البصريين والكوفيين ما قيل في البيت السابق فارجع إليه.