فتكون الألف والواو والنون حروفا تدل على التثنية والجمع ـ كما كانت التاء في : «قامت هند» حرفا تدل على التأنيث عند جميع العرب ـ والاسم الذي بعد الفعل المذكور مرفوع به ، كما ارتفعت هند بقامت ، ومن ذلك قوله :
١ ـ تولّى قتال المارقين بنفسه |
|
وقد أسلماه مبعد وحميم (١) |
__________________
(١) قائل هذا البيت عبد الله بن قيس الرقيّات يرثي مصعب بن الزبير. المارقين : جمع مارق من مرق من الدين : خرج منه وهم الخوارج. أسلماه : خذلاه وتركا نصرته. مبعد. بصيغة اسم المفعول. الأجنبي من النسب. الحميم : القريب الذي نهتم لأمره.
المعنى : نهض مصعب بقتال الخوارج معتمدا على الله ثم على بأسه وقوته الخاصة بعد أن تخلى عنه الأعوان والأنصار قريبهم وبعيدهم.
الإعراب : «تولّى» فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود على قتيل في بيت سابق. قتال : مفعول به منصوب بفتحة ظاهرة. المارقين ؛ مضاف إليه مجرور علامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم. «بنفسه» الباء حرف جر زائد نفس : توكيد للضمير المستتر في تولى وهو مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال آخره بحركة حرف الجر الزائد ـ والواجب في مثل هذا التوكيد بالنفس والعين لضمير الرفع أن تسبق النفس والعين بضمير منفصل ـ تولى هو بنفسه ـ قلنا تخلصا من هذه المخالفة أن تعرب «بنفسه» جار ومجرور متعلق بتولى. وقد : الواو حالية. قد : حرف تحقيق «أسلماه» : أسلم فعل ماض مبني على الفتح. والألف حرف دال على التثنية. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. «مبعد» فاعل أسلم مرفوع بضمة ظاهرة. «وحميم» الواو حرف عطف حميم : معطوف على مبعد ومرفوع مثله بضمة ظاهرة. وجملة «وقد أسلماه مبعد» في محل نصب حال من ضمير تولى.
الشاهد : أسلماه مبعد وحميم. حيث وصل بالفعل أسلم علامة التثنية الألف مع أن الفعل مسند للظاهر مبعد. وهذا الكلام على مذهب بني الحارث بن كعب. أو لغة أكلوني البراغيث ولو جرى على اللغة الفصحى لقال : وقد أسلمه مبعد وحميم.