(ب) وإخلاص الضم نحو : «قول ، وبوع» ومنه قوله :
١٤ ـ ليت وهل ينفع شيئا ليت |
|
ليت شبابا بوع فاشتريت (١) |
وهي لغة بني دبير ، وبني فقعس ، وهما من فصحاء بني أسد.
(ج) والإشمام ـ وهو الإتيان بالفاء بحركة بين الضم والكسر ـ ولا يظهر ذلك إلا في اللفظ ، ولا يظهر في الخط ، وقد قرىء في السبعة قوله تعالى : (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ)(٢) بالإشمام في «قيل وغيض».
وإن بشكل خيف لبس يجتنب |
|
وما لباع قد يرى لنحو «حبّ» |
__________________
(١) قائلة : رؤبة بن العجاج.
المعنى : ليت الصبا والشباب مما يباع لأشتريه بأغلى الأثمان وأستعيد قوتي وعزمي ، ولكن لا أمل في هذا المطلب ، فإنه مستحيل ، لا ينفع فيه التمني.
الإعراب : ليت : حرف مشبه بالفعل من أخوات إن ينصب الاسم ويرفع الخبر. ليت : الثانية ـ قصد لفظها ـ فاعل ينفع مرفوع بالضمة. ليت : الثالثة. توكيد لفظي لليت الأولى : شبابا : اسم ليت الأولى منصوب بوع : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى شبابا. وجملة «بوع» في محل رفع خبر ليت. وجملة «وهل ينفع شيئا ليت» معترضة بين ليت واسمها وخبرها لا محل لها من الإعراب.
الشاهد : قوله «بوع» فهو فعل ثلاثي معتل العين مبني للمجهول أخلص قائله ضم فائه فهو على الوجه الثاني من الوجوه الثلاثة الجائزة في مثله.
(٢) قيل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. والجملة بعده في محل رفع نائب فاعل ، وهي (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ) وبعض النحاة يجعل نائب الفاعل ضميرا لمصدر الفعل المبني للمجهول التقدير «قيل القول» (الآية ٤٤ من سورة هود).